من يقرأ كتاب «ألف ليلة وليلة» يلاحظ أن شهرزاد في الحكايات التي تحكيها جملة مكررة في نهاية كل ليلة من الليالي الألف عندما تسمع صياح الديك معلناً عن بدء النهار وذهاب الليل تقول «جاء هادم اللذات ومفرق الجماعات».
لا اعتقد أنها تقصد صياح الديك إنما تقصد الفراق، دون أن تفشى به. الفراق هو من أصعب الأشياء التى تتمكن من الإنسان، وإذا كان الفراق كما في تلك الحكايات التي كانت تدفع شهريار إلى انتظار شهرزاد في الحكاية التالية، فهناك فراق طويل أكثر ألماً هو فراق الموت، هذا يفرق إلى الأبد بين الأهل بعضهم البعض.
فكل إنسان يأمل في أن تدوم حياته إلى أطول مدة له بعيداً عن الخلود الذي له معنى أخر لدى البشر.
رغم أن الموت يقين لا يقبل الشك لدى الناس، إلا أن هناك من لا يقبلون فكرة الموت على إطلاقها.
لذلك جاء الدين يطرح تصوراً لتلك الفكرة ليساعد على تقبله بهجة وسرور وليس الحزن والخوف، ويبشر الناس بالحياة بعد الموت.
وقد جاء ذلك في كل الأديان حتى يتقبل الإنسان فكرة الموت. لذا نجد أن المصري القديم في كتاب الموت الذي يعود تاريخه إلى عام 3500 قبل الميلاد في نصوصه الجنائزية دعوة إلى التوحيد وعدم الخوف من الموت واستعداد له بالفعل الحسن في الحياة. وأن الموت انتقال من حياة إلى أخرى. لذلك يكون الدين عقل وثقافة المؤمن تُعينه على مصاعب الحياة .
لم نقصد أحد !!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية