التضامن مع الشعبين المغربي والليبي بالكلام ليس كافيا.. فما حدث في البلدين يحتاج إلى تحرك عاجل من كل الأصدقاء والشعوب للمساعدة حتى وإن لم تطلب حكومتي البلدين.
فهذه الكارثة لا يكفي فيها التعاطف.. ولا يكفي فيها كلمات الدعم والتضامن، ولا كلمات العزاء ولكن تحتاج إلى تحرك كل الحكومات العربية متضامنة لتقديم يد العون والمساعدة للشعبين المنكوبين.
فالأخبار التي تأتي من البلدين تشير إلى أن قري بأكملها في المغرب اختفت بفعل الزلزال ونفس الأمر في ليبيا نصف مدينة كاملة غرقت في البحر بسبب إعصار دانيال فالمتسبب في الكارثه ظاهرتين طبيعيتين لم يكن معتاد أن تشهدها هذه المنطقة من العالم.
والمعلومات المتواترة تؤكد أن ضحايا زلزال المغرب وإعصار ليبيا بلغ رقم غير مسبوق في تاريخ كوارث المنطقة فالأرقام تتغير على مدار الساعة رغم مرور أيام علي وقوع الكارثتين وهو أمر يحتاج إلى ضرورة التفكير في آليات أسرع لتقديم الدعم للدول العربية التي قد تتعرض لمثل هذه الكوارث.
بالتغيرات المناخية وما يشهده العالم من ظواهر طبيعية غير مسبوقة وخاصة في المنطقة العربية يجعل الحكومات أن تفكر في وسيلة تتحول عملية الدعم إلى عملية آلية لا تنتظر طلب من حكومه الدولة المنكوبة أو طلب من الحكومات الصديقة والشقيقة للتدخل.
وهذا الأمر يجب أن تناقشه القمة العربية القادمة بإيجاد حتى «صندوق طوارئ عربي» يتم التبرع فيه من قبل الدول ويكون تحت مظلة الجامعة العربية أو حتى مستقل عنها هذا الصندوق يكون دوره الأسراع بتقديم الدعم المالي والإغاثي لأي دولة عربية تتعرض لكارثة طبيعية أو صحية أو غيرها من الكوارث التي تعجز الحكومة المنكوبة عن احتوائها.
الكارثتين أشبه بزلزال أكتوبر 1992 الذي ضرب مصر ووقتها كان هو الأول منذ فترة طويلة وخلف أيضا آلاف القتلى والجرحى ولكنه أعطانا درسا في فكرة استخدام أكواد تحمل الزلزال في المباني الحديثة وهو الأمر الذي اقرته الجامعة العربية، ولكن هذه الأكواد طبقت في المدن ولم تطبق في الريف وهو ما تجلي في زلزال المغرب وهو ما يجب أن يمتد إليها .
والآن نحتاج إلى أكواد لمواجهة الأعاصير والتسونامي للمدن الساحلية حتى لا تتكرر حادثة اختفاء نصف مدينة في البحر مثل درنة ولا نعرف عدد القتلى والمفقودين الذين راحوا ضحية إعصار دانيال.
على الحكومات العربية أن تحول الاتفاقيات الموقعة بينها في إطار الجامعة العربية إلى واقع ينفذ على الأرض حتى تعود ثقة المواطن العربي في هذا الكيان وإعادة دورها الحيوي لتجسيد مبدأ التضامن العربي على أرض الواقع والذي يظهر بوضوح في مثل هذه الكوارث بعد أن فشلت في وقف الصراعات الداخلية في بعض البلدان العربية مثل السودان واليمن وسوريا والصومال وحتى ليبيا .
فالشعوب تحتاج إلى فعل على الأرض وتحتاج إلى أن ترى هذا الفعل يتم حتى تصدق أن هناك تضامن عربي حقيقي لأنه بدون هذا التضامن سوف تضرب الكوارث الدول العربية والمناطق بدون أن ينقذ الشعوب أحد في ظل ظروف اقتصادية عالمية صعبة تئن منها الشعوب الغنية قبل الفقيرة.
هي رسالة إلى الحكومات العربية بادروا بإيجاد آلية تحول التضامن العربي من شعار إلى واقع يشعر به الناس حتى تعود الثقة فيكم من قبل الناس.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية