لا صوت يعلو على صوت الانتخابات الرئاسية.. ولا حديث في أوساط السياسيين إلا عن هذه الانتخابات التي تجري وسط ظروف عالمية وإقليمية معقدة قد تؤثر بصورة أو أخرى عليها.. بجانب الظروف الاقتصادية والارتفاعات المتتالية في الأسعار جعلت لهذه الانتخابات ترتيب هو الأول بين اهتمامات المتعاطين مع السياسة من المصريين.
ومع إعلان العديد من الشخصيات الترشح فيها والمنافسة على منصب رئيس الجمهورية قد يزيد من حيويتها إن تم تمكين هؤلاء من تقديم أوراق ترشيحهم وتسهيل مهمتهم في جمع التوقيعات من النواب أو التوكيلات من الناس فالتوكيلات تحتاج إلى فترة أطول حتى يتمكن كل مرشح من جمع العدد المنصوص عليه في القانون وهو 25 ألف توكيل، خاصة وأن هناك شخصيات أعلنت ترشحها ليس لها ظهير برلماني وبالتالي سيكون عليها اللجوء إلى جمع توكيلات المواطنين وهو أمر يتطلب فسحة من الوقت حتى يتمكن من جمعها.
وهذه الانتخابات هي الثالثة منذ ثورة 30 يونيو وبعد فترة انتقالية عصيبة واجهت مصر أحداث دموية بسبب الإرهاب الأسود وعاشت حاله من عدم الاستقرار إلا أن المصريين صمدوا أمام تلك التحديات وخرجوا من هذه المرحلة الأكثر عنفا في تاريخ مصر بعد أن دفعوا ثمن باهظ من أرواح أبنائهم التي طالتهم يد الإرهاب الأسود.
وهذه الانتخابات وفق الدستور هي الأخيرة التي ستكون تحت إشراف قضائي كامل وسيكون هناك قاضي على كل صندوق وهو مطلب تاريخي للمعارضة المصرية منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي، وخاصة وأن الشعب المصري يثق في قضاته رغم محاولات تشويه السمعة التي تقوم بها الجماعات الإرهابية لأن تفعيل اقتراح الحوار الوطني لم يتم تفعليه بتعديل قانون انتخابات الرئاسة.
وهذه الانتخابات وفق ما أعلنته الهيئة الوطنية للانتخابات ستكون محل متابعة أو مراقبة من منظمات محلية ودولية رغم أن هناك منظمات تم الموافقة عليها غير مؤهلة لعملية المراقبة لأنه ليس من ضمن نشاطاتها مراقبة الانتخابات المنصوص عليها في لوائحها الداخلية، خاصة وأن عملية مراقبة الانتخابات تحتاج إلى تأهيل المراقبين والمتابعين على آليات وقواعد متابعة الانتخابات ومعايير نزاهتها ودور كل واحد في العملية الانتخابية منذ الإعلان عن مواعيد فتح باب الترشح وليس فقط أيام الاقتراع وهو ما كان يجب على هيئة الانتخابات أن تتأكد أن متابعي هذه المنظمات حصلوا على تدريب كافي للقيام بمهمتهم على أكمل وجه للتاكد من جدية عملية المتابعة.
والأمر المهم كما أشرت سابقا إلى التغطيه الإعلامية للانتخابات تحتاج إلى تسهيل مهمة الصحفيين واعتماد دخولهم اللجان ومتابعة محيطها بأمان وحمايتهم أثناء عملهم لأن الإعلام شريك تماما في خروج الانتخابات بأبهى صورة وأن تكون علامة مضيئه في تاريخ مصر السياسي ولابد أن تكون تعليمات وتوجيهات الهيئة واضحه وأن تصل إلى كل فرد يشارك في إدارة العملية الانتخابية من القاضي وحتى الحرس الخاص باللجنة .
الانتخابات الرئاسية القادمة هي نقطة عبور لمصر لذا ستكون المشاركة فيها أمر مهم وكل ناخب عليه أن يذهب ويختار من يريده ولا يتكاسل لأن مشاركته تعطي رسالة للعالم أن المصريين شعب واعي ويمارس حقوقه ممارسة كاملة بدون نقصان.. المشاركة أساس وعنوان الانتخابات القادمة وعلى الجميع أن يعمل على دعوة الناس للمشاركة فيها بكثافة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية