سؤال غريب من الظالم ومن المظلوم في الصراع العربي الإسرائيلي؟ بمعنى أخر من المحتل مغتصب الأرض وهاتك العرض وميتم الأطفال وقاتل الشيوخ والنساء؟ أم صاحب الأرض؟ كيف انقلب الحق لباطل وزين الباطل بهذه الصورة الفجة ليصيب بعض الدول حول العالم بغيبوبة واستغباء وتوحد فكري وقناعة عمياء بأن مصاصي الدماء أبرياء مساكين يستحقون الشفقة.
وأقنعهم بأن الفلسطينيون شرسون لا يعرفون كيف يتعاملون مع محتل غاصب، ولا يقدمون له فروض الولاء والطاعة كما ينبغي، وفقا لبروتوكول الخزي والعار، ويأخذون وقتا أكثر من اللازم عندما يتعرضون للإبادة والذبح والدمار، كما أنهم بـ«7 أرواح» وهذا الأمر يصيب الصهاينة أحفاد إبليس بضيق في التنفس وزغللة في العين وصداع مزمن لا علاج له سوي عمليات التهجير والإبادة والوطن البديل.. حاجة تجنن!!
ونقدم خلال السرد التالي للأجيال التي لم تعاصر الصراع أو لم تقرأ عنه لهدفين أولهما إقرار الحقيقة، وثانيهما مواجهة تضليل السوشيال ميديا الموجهة لتزييف التاريخ.
الحكاية عمرها أكثر من 100 عام عندما سيطرت بريطانيا على منطقة فلسطين بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، حيث كان يعيش على الأرض أغلبية ساحقة من العرب وقلة نازحة من اليهود، وبدأ الصراع الفعلي عندما أعلنت بريطانيا عن تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين الأمر الذي عارضه العرب بشدة داخل فلسطين وفي دول الجوار.
وخلال الفترة من عشرينات إلى أربعينات القرن الماضي تزايد وصول اليهود الفارين من الاضطهاد الديني في أوروبا يعد «محرقة الهولوكوست» في الحرب العالمية الثانية، وتطورت الأمور سريعا ففي عام 1947 صوتت الأمم المتحدة لإقامة دولتين منفصلتين إحداهما عربية والأخرى يهودية على أن تصبح القدس مدينة دولية، ووافق اليهود ورفض العرب، ومن يومها منذ 76 عاما وحتى يوما هذا مازال حل الدولتين حلم صعب المنال.
في عام 1948 أعلن اليهود تأسيس دولة إسرائيل عقب مغادرة البريطانيين للمنطقة، واندلعت حرب «النكبة» وأجبر مئات الفلسطينيين على ترك منازلهم وتصاعدت وتيرة الصراع في المنطقة حيث كان العدوان الثلاثي على مصر 1956، ثم حرب 1967، حتى كان نصر أكتوبر عام 1973 ثم اتفاقية كامب ديفيد 1979.
وبقيت مسألة تقرير المصير والحكم الذاتي للفلسطينيين دون حل جزري، وانتفض مئات الآلاف من الفلسطينيين سكان الضفة الغربية وغزة ضد حكومة الاحتلال في الانتفاضتين الأولى والثانية وامتد الصراع لما تشهده غزة الآن من حرب إبادة جماعية وارتكاب جرائم وحشية لم تعرفها الإنسانية من قبل.
باختصار.. الفلسطينيون أصحاب الأرض، وفلسطين عربية وستبقى آبية صامدة شامخة رغم أنف اليهود وأعوانهم، وإسرائيل دولة غاصبة وجيش محتل لا مفر أمامهم إلا حل الدولتين الذي أقرته الأمم المتحدة منذ 76 عاما بالتمام والكمال.
أما ثلاجة الكومة التي دخلتها دول تتشدق بالحرية وهي أبعد ما تكون عنها فلابد وأن تفيق من كبوتها لتجنب المنطقة والعالم ويلات عدم الاستقرار والإرهاب التي ربما كانت كافية لتحول هذه الدول من الموت الفكري السريري إلى الفناء وربما شارك الجميع عن قصد أو بدون قصد في فناء كوكب احتضن جميع الموبيقات والرذائل فاستحق الرحيل!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية