منذ اندلاع الأزمة الأخيرة في غزة، وتتجه الأنظار نحو أم الدنيا، ويقترن اسم مصر بالقضية الفلسطينية على جميع موائد الحوار في شتى المناحي، ورغم التحديات الصعبة التي تواجهها من كافة الجوانب، إلا أنها لم تتوان للحظة ولم تتخل عن دورها الإيجابي تجاه هذه القضية.
الرئيس عبد الفتاح السيسي، تلقى نحو أكثر من ٦٠ اتصالات هاتفيا من قادة الدول والعالم لبحث الأزمة والحلول الممكنة لوقف الاقتتال في الأراضي الفلسطينية، ومورست جميع الضغوط بشتى الأشكال لتنفيذ مخططات تقضي على القضية وتضر بمصر وأرضها، إلا أن مصر ممثلة في قيادتها الرشيدة حتى الآن تتعامل مع الموقف بحكمة بالغة، حفاظا على القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني، وحماية الأراضي المصرية.
لقد كانت كلمات الرئيس في كل المباحثات الرسمية وغير الرسمية والهاتفية والقممية تؤكد على شيء واحد أن «مصر لا تُمس»، وكان الرئيس يؤكد أيضا على أن الحدود المصرية خط أحمر، دون تخلٍ أو تخاذل عن القضية الفلسطينية ودون المشاركة في تآمر المجتمع الدولي على سكان غزة ومشاركتهم صمتهم عما يرتكبه الـ ـكــ ــيان الصهيوني من مجازر وجر ائم حرب بحق النساء والأطفال والمدنيين العزل في المخيمات والمستشفيات والمراكز الطبية.
لقد عبرت المساعدات الإنسانية من مصر إلى غـزة عبر رفح، رغم عدم استجابة الأطراف للمطالبات المصرية بالهدنة ووقف الاقتـ ـتال، رغم القصف والصواريخ والقنابل المحرمة دوليا، لقد استقبلت المصابين والجرحى في المستشفيات الطبية التي تم إنشاؤها خصيصا للأشقاء الفلسطينيين، في وقت لم يتحرك فيه ساكنا، في وقت لم يتحرك في ضمير العالم، فلم يكن سوى حضور مصر التاريخ والحضارة، مصر الشموخ والقوة والصمود، بكل حب دون انتظار شكر من احد، لتسطر ملحمة إنسانية مصرية تدرس للعالم.
إن مصر تحارب وحدها منفردة باسم العروبة ودون تراجع رغم كل الضغوط، تدعم وتساند من نابع إنساني بحت وليس تحت أي ضغط سياسي، ستبقى مصر دائما خير معين وناصر للضعفاء والمنكوبين رغم تكالب الكل عليها، ستظل المحروسة دائما حاضرة وتداوي جراح أهالي غـزة
في المستشفيات المصرية برغم أن الشرق الأوسط كله لم يحرك له ساكنا!.
إن الإنسانية المصرية لا تعني بيع القضية، ولا تعني فتح الأبواب لتنفيذ مخطط التهجير، فمن يتحدث عن مثل تلك الأمور لا يمكن أن يكون فاهما ومدركا وواعيا للعقيدة المصرية، تلك العقيدة التي لم ولن تتخلى عن أرض الوطن يوما إلا إذا كان الثمن هو الموت.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية