الانتخابات الرئاسية تعد مشهدًا ديمقراطياً حقيقياً، ولم تشهد هذه الانتخابات سباقاً محموماً كمثل الذي يجري حالياً داخل مصر، أولاً لوجود أربعة مرشحين من تيارات مختلفة، ولأول مرة نجد هذا السباق الرئاسي في البلاد بهذه الصورة الرائعة، حيث يخوض الانتخابات الرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور عبد السند يمامة مرشحاً لحزب الوفد، وفريد زهران مرشحاً للحزب المصري الديمقراطي، وحازم عمر مرشحاً لحزب الشعب الجمهوري.
واللافت للأنظار أن الدولة المصرية تعطى الحرية الكاملة للمرشحين في الدعاية الانتخابية ولا فرق بين مرشح وآخر، فالكل سواسية في هذا الشأن، بل أن هناك حرية كافية لكل المرشحين بلا استثناء في عقد الندوات والمؤتمرات وخلافها من كل أشكال الدعاية الانتخابية، والحقيقة أن ذلك كله يأتي من ثمرات ثورة 30 يونيو، التي فعّلت الحياة السياسية والحزبية بشكل صريح وواضح للعيان.
لم نسمع أبدًا عن وجود شكوى لأي مرشح في السباق الرئاسي، كما كان معتادًا من قبل 30 يونيو، وهناك حرية كاملة لكل مرشح في التعبير عن برنامجه الانتخابي بل إن كل الفضائيات المصرية والعربية ووسائل الإعلام المختلفة تنقل وقائع المؤتمرات والندوات لكل المرشحين بدون تمييز ولا فرق بين مرشح وآخر، ما يعنى قمة الديمقراطية والحرية في هذا الشأن.
كما أنه ولأول مرة في تاريخ البلاد نجد ثلاثة مرشحين للأحزاب السياسية في هذا السباق الرئاسي المهم الذي يمثل أهم استحقاق سياسي تشهده البلاد. وهذا يعنى بالتبعية تفعيل المادة الخامسة من الدستور التي تقضى بالتعددية السياسية والحزبية وإلا ما كنا شهدنا أربعة مرشحين في هذه الانتخابات الرئاسية.
وفي هذا الشأن لابد من توجيه الثناء والإشادة إلى شركة «المتحدة» التي خصصت لكل مرشح رئاسي مائة دقيقة إعلانية لجميع المرشحين في الانتخابات، ما يعني وجود حيادية لهذه المؤسسة العريقة، ووفاء بتعهداتها بالوقوف على مسافة واحدة من جميع المرشحين.
وهذه تعد في حد ذاتها خطوة مهمة تهدف إلى عرض البرامج ورؤية لكل مرشح على المواطنين، ما يؤكد أن الأوضاع السياسية الحالية ثرية بكل المقاييس، كما أن هذه المساحة الإعلانية التي قامت بها الشركة «المتحدة»، تعد قراراً مهماً في التعبير عن الديمقراطية الحقيقية، وتأتي في إطار حرص الشركة المتحدة على عدم التمييز بين مرشح وآخر، ويأتي ذلك في إطار اهتمام الدولة المصرية وإصرارها على عدم التمييز بين مرشح وآخر.
كما أن هذا القرار يمنح الفرصة لكل المرشحين بتقديم أنفسهم للشعب بالطريقة التي يراها دون تدخل حكومي في هذا الإطار، وهذا يدعم العملية الانتخابية التي تعود في نهاية الأمر بالخير على المواطنين.
وعن تجربة حقيقية في حزب الوفد، نجد أن المرشح الرئاسي الدكتور عبد السند يمامة، يتواجد بصفة مستمرة مع كل البرامج الإعلامية بالفضائيات المصرية، ولم يجد أي عقبة أمامه في عقد الندوات والمؤتمرات الانتخابية، بل أن أجهزة الدولة المختلفة تيسر له كل الإمكانيات والتصاريح اللازمة لعقد مؤتمراته الانتخابية، وهذا ما ظهر واضحًا في مؤتمر ميت فارس بالدقهلية، ومؤتمر بورسعيد أمس.
وخلاصة الأمر أنه لا يوجد أي تضييق على أي مرشح رئاسي والفرصة متاحة أمام المرشحين الأربعة لتقديم أنفسهم لجموع المصريين وبالطريقة التي يرونها.
ويبقى إذن المهم لاستكمال هذا العرس الديمقراطي المهم هو المشاركة الايجابية لجموع الشعب المصري والنزول إلى صناديق الاقتراع سواء في الخارج أو الداخل.
وأعتقد يقيناً أن المصريين لن يفوتوا أبدًا حقهم الدستوري والقانوني في إبداء رأيهم واختيار من يريدون.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية