الاعترافات التي أدلى بها الجندي الإسرائيلي أفيخاي ليفى أمام الكنيست منذ أيام تستحق أن نتوقف أمامها كثيرا وذلك لعدة أسباب أولها: أن هذه الاعترافات جاءت عفوية، والثاني أنها جاءت أمام أعضاء الكنيست الذين أرادوا الاطلاع على حقيقة الأوضاع في غزة.
أما السبب الثالث فيتمثل في التوقيت الذي أدلى فيه بهذه الاعترافات حيث جاءت في أعقاب الانسحاب المخزي والإجباري من غزة بعد الخسائر الفادحة التي تكبدوها على أيدي المقاومة الباسلة.. أما السبب الرابع فيتمثل في التفاصيل الصادمة التي كشفت عنها هذه الاعترافات.. والخامس يتعلق بالرسالة التي وصلت إلى كل إسرائيلي من وراء هذه الاعترافات الصادمة.
تحدث الجندي الإسرائيلي بتلقائيه وعفويه ودون أي ترتيب مسبق لما سيقوله وترك لنفسه العنان.. تحدث الجندي بعصبيه شديده وهو ما يعبر عن غضب مكتوم داخله وداخل كل جندي إسرائيلي.. انفعل في حديثه وفقد أعصابه وهو يروى وقائع المعركة وحالة الجنود سواء وقت الحرب أو ما بعدها.
ويبدو أن الحالة التي ظهر عليها هذا الجندي المجرم هي نفسها الحالة التي تسيطر على أغلب جنود جيش الاحتلال.. فقد دفع بهم مجرم الحرب نتنياهو إلى معركة لا يقدرون عليها.. فهم جبناء لا يستطيعون الصمود أمام طوفان المقاومة الباسلة التي يدافع أبنائها عن الأرض والعرض والشرف والكرامة والمقدسات.
وتكتسب هذه الاعترافات أهميتها لكونها جاءت أمام أعضاء الكنيست وليست مجرد تصريحات صحفيه لإحدى الصحف يمكن التراجع عنها أو التشكيك فيها.. الاعترافات كانت على الهواء وأمام الأعضاء المسئولين عن محاسبة الحكومة على جميع قراراتها وأولها قرار الحرب.. ليس هذا فحسب بل إن الجندي الذي تحدث وجه لهم اللوم واعتبرهم مسئولين عن الدفع بهم إلى الهلاك.. ووجه لهم اتهامات صريحة بالتخلي عنه وعن زملائه خاصه بعد عودتهم من غزة.. لم يترك لهم هذا الجندي الوقت لاستيعاب تلك الاعترافات الصادمة وباغتهم بحقائق مفزعه وجحيم يعيش فيه هو والعائدون معه.
تزامن التوقيت الذي أدلى به الجندي الإسرائيلي بهذه الاعترافات مع انسحاب جنود لواء غولاني الذي يمثل نخبة المقاتلين في جيش الاحتلال وهو ما يؤكد الهزيمة المدوية التي لحقت بهم على الأرض والتي يحاول قادة الحكومة إخفائها عن الشعب.
الانسحاب المخزي جاء بعد مصرع عدد من القادة والجنود على أيدي الأبطال.. وهو الانسحاب الذي هز الكيان الصهيوني لأنه كشف حجم المأساة التي يعيشها جنوده والفضيحة المدوية التي لحقت بهم وظهور الحقيقة بكل وضوح وهو أنه جيش هلامي.. لا يملك القوة على الحرب أمام مجموعات من الفدائيين فما بالنا بمواجهة الجيوش النظامية.
أما التفاصيل الصادمة للاعترافات والرسالة التي وصلت إلى كل إسرائيلي ففي المقال القادم إن شاء الله.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية