يُفترض أن البيروقراطية ليست بخطر على الدولة، بل يمكن أن نعتبرها من أهم الوسائل التي يحتاجها أي حاكم للتواصل مع شعبه، فهي سلك الكهرباء الذي يمر منه التيار ولا يتدخل فيه، هكذا الموظفين العاملين في دواليب الدولة، فهم العصب لها، ولا علاقة لهم بسياسة الدولة سواء كانت اشتراكية أو رأسمالية.
ومن الخطأ أن يعتقد أحد أنه قادر على سحقها أو تغيير مجراها، لأنها نشأت داخل جسد الدولة منذ وقت طويل، لذلك أصبح لها مصالح تحاول أن تحافظ عليها، وتستطيع زيادتها في ظل تراجع الاقتصاد في الدولة.
لذلك نجدها رغم أنها آلية تعمل على استغلال واستخدام وسائلها لخدمة مصالحها، وذلك عن طريق زيادة مكاسبها وامتيازاتها المتمثلة في توفير كافة ما تحتاجه من أي شيء وكل شيء، ولكن في الوقت ذاته نجد أفراد من الشعب وهم الأغلبية مضطرين إلى العمل ساعات أكثر قد تصل إلى إثنا عشر ساعة يومياً من أجل الحصول على الحد الأدنى من متطلبات الحياة ويقول لهم بعض أصحاب المصالح الخاصة «اصبروا» من أجل الغد.
واعذروني إن قلت أننا نُضحي بالغد وبعد الغد، لن يبقى للناس شيء، وتحولت تلك الطبقة من الموظفين إلى خطر داهم، لأنه تم قطع التواصل بينهم وبين صاحب القرار، لتكون سداً لسماع صاحب القرار شكواهم، فأصحاب المصالح الخاصة هم الخطر الحقيقي وليس غيرهم، منتشرين في كل المواقع والمؤسسات.
لم نقصد أحد !!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية