يدخل غدا اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ وهو أمر مهم لو تم، ووفق الاتفاق الموقع بين جميع الأطراف.. لأنه جزء مهم من أسباب التوتر في المنطقة سوف ينتهي.. بمقتضاه نتمني أن تعود الحياة إلى طبيعتها في هذا الجانب.
وبعيدا عن حسابات المكسب والخسارة فما حدث خلال 16 شهر هي إحدى مراحل النضال ضد الاحتلال.. وما يجري الآن هو في حقيقة الأمر إستراحة محارب، لأن التاريخ وأيامه أكدت لنا أنه لا توجد حركة مقاومة مستعمر ومحتل هزمت، لكن النهاية هي الانتصار وعودة الحق لأصحابه مهما كانت التضحيات.
وما يهمنا في هذه الفترة أن يعود الاستقرار إلى المنطقة المحيطة بنا وبقي السودان وليبيا واليمن لأن السودان هي الأقرب لنا تكون أهميتها وأهميه إنهاء الاقتتال الداخلي فيها بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ونتمني أن تقف دائرة القتال رغم الانتصارات التي يحققها الجيش السوداني لأن دماء أبناء الشعب الواحد زكية مهما اختلفا وأن القاتل والمقتول من السودان، وبالتالي الخاسر الوحيد في هذه المعركة الطائشة هو الشعب السوداني، أما أمراء الحرب فهم وأسرهم المستفيدين منها «منصب وجاه ومال».
وهناك في السودان والمدن والأحياء تجربة مهمة لتخفيف آثارها على الذين فشلوا من الخروج من البلد قام بها شباب السودان وشكلوا لجان المقاومة ومن خلالها سيطروا على الأوضاع في الأحياء والمدن والقرى، ويتكفلون بتنظيم الحياة اليومية وتوزيع المساعدات على المستفيدين وإدارة المدينة أو الحي أو القرية فهم ملأوا الفراغ الذي تركته الحكومة وسلطاتها المحلية هناك.
وهؤلاء الشباب يتلقون التبرعات من السودانيين في الخارج واستخدامها في إغاثة المتضررين.
وهؤلاء لديهم الآان خطة لإداره الأقاليم فور انتهاء الحرب بالتعاون مع الحكومة التي سيتم اختيارها من خلال الخبرات التي اكتسبوها بالعمل لمدة 18 شهرا من العمل علي الأرض مع الناس.
السودان يحتاج هؤلاء الآن وسوف يحتاجهم فور انتهاء الحرب التي يجب أن تنتهي اليوم وليس غدا وعلى أمراء الحرب ترك السودان لشعبه لكي يختار حكامه من خلال صناديق الانتخابات.
الحل الوحيد في السودان هو الديمقراطية وانتخابات حرة نزيه من خلال أحزاب سياسية صرفة وإعلاء مبدأ المواطنة وسيادة القانون.
فلو أراد المجتمع الدولي إنهاء الحرب في السودان بأسرع ما يمكن يستطيع فعل هذا وإن أرادت القوي الدولية إجبار الأطراف الليبية على إجراء الانتخابات سوف تجري ولو أراد إرغام إيران على إلزام جماعة الحوثي الموالي لها بأن تجلس على طاولة المفاوضات سوف تتم.
المجتمع الدولي نجح في غزة وقبلها في لبنان وساعد بقوة في إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا قادر على فرض الاستقرار في المنطقة وكفاية أهلها شر سنوات من عدم الاستقرار والكوارث والأوبئة التي حلت عليهم.. نتمنى أن يحل الدور على السودان وليبيا اليمن خلال الأيام القادمة.