يحبس العالم أنفاسه مع اقتراب موعد سريان اتفاق غزة، المزمع بدؤه صباح غد الأحد 19 يناير، في خطوة تُعد مفصلية نحو استعادة الهدوء في المنطقة المضطربة منذ سنوات.
يأتي هذا الاتفاق بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة برعاية إقليمية ودولية، وسط آمال عريضة بأن يكون بداية جديدة نحو التهدئة والاستقرار.
يتضمن الاتفاق بنودًا رئيسية تهدف إلى تحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية لسكان قطاع غزة، مع ضمان الأمن على جانبي الحدود.
يشمل الاتفاق، وقف إطلاق النار، وتخفيف الحصار، وإعادة الإعمار، وآلية مراقبة من خلال تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة تنفيذ البنود وضمان الالتزام بها.
وقد لاقى الاتفاق ترحيبًا واسعًا من المجتمع الدولي، حيث عبرت الأمم المتحدة عن أملها في أن يكون بداية لعملية سلام أوسع في المنطقة. كما دعت الدول الكبرى جميع الأطراف إلى الالتزام بالاتفاق وعدم الانزلاق إلى أي تصعيد جديد قد يهدد استمراره.
ورغم التفاؤل الحذر، يرى مراقبون أن الاتفاق يواجه تحديات عدة، أبرزها انعدام الثقة بين الأطراف، والمعوقات اللوجستية التي قد تؤخر تنفيذ البنود، والأطراف الرافضة للاتفاق التي قد تسعى إلى تعطيله.
لضمان نجاح الهدنة واستمرارها على أرض الواقع، يجب تنفيذ مجموعة من الإجراءات العاجلة التي تضمن تحقيق أهداف الاتفاق، وبناء الثقة بين الأطراف.
ويتم ذلك من خلال تثبيت وقف إطلاق النار ووقف جميع العمليات العسكرية على الفور من كلا الجانبين، بما في ذلك الهجمات الجوية والبرية والبحرية.
إبلاغ القوات الميدانية بضرورة الالتزام الكامل بالهدنة دون استثناءات، ومراقبة دقيقة للحدود لمنع أي خروقات محتملة.
تأمين وصول المساعدات الإنسانية، عبر فتح المعابر الحدودية للسماح بدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل عاجل، وتوفير ممرات آمنة لتسهيل عمل منظمات الإغاثة وإيصال المواد الغذائية والطبية للسكان المتضررين، كما يجب إعطاء الأولوية للأسر المشردة والجرحى من أجل تأمين احتياجاتهم الأساسية.
البدء بعملية إعادة الإعمار من خلال تقييم الأضرار من قبل فرق متخصصة لتحديد أولويات إعادة الإعمار، والشروع في إصلاح البنية التحتية الأساسية مثل شبكات المياه والكهرباء والمرافق الصحية، بالإضافة إلى توفير الدعم المالي الدولي للمساعدة في مشاريع إعادة التأهيل.
إنشاء لجنة مشتركة تضم ممثلين عن الأطراف المعنية، إلى جانب مراقبين دوليين، لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق، والإبلاغ عن أي خروقات فور حدوثها والعمل على معالجتها سريعاً لتجنب التصعيد.
العمل على تحسين الأوضاع المعيشية، وتسهيل الحركة والتجارة عبر المعابر لتمكين السكان من العودة إلى حياتهم اليومية. توفير فرص عمل عبر إطلاق مشاريع تنموية لتحريك الاقتصاد المحلي، وضمان عودة الطلاب إلى المدارس واستئناف العملية التعليمية بشكل طبيعي.
الالتزام بالهدنة بحسن نية من جميع الأطراف، مع تفادي التصريحات أو التصرفات الاستفزازية، وإطلاق مبادرات للحوار المستمر برعاية إقليمية ودولية لتثبيت الاستقرار، وكذا الإفراج عن الأسرى كجزء من إجراءات بناء الثقة.
تعزيز الأمن الداخلي لمنع أي محاولات لتعطيل الهدنة من قبل أطراف رافضة، والتواصل مع المجتمع الدولي لزيادة الضغط على الجهات التي قد تسعى لتقويض الاتفاق.
هذه الخطوات العاجلة تشكل أساساً لضمان استمرار الهدنة، وتحويلها من مجرد اتفاق مؤقت إلى فرصة حقيقية لتحقيق سلام دائم يخدم سكان المنطقة.
باختصار.. مع شروق شمس الغد، يترقب العالم أولى خطوات تنفيذ الاتفاق وسط دعوات متزايدة للحفاظ على التهدئة والعمل على تحقيق السلام الدائم.
ويعقد سكان قطاع غزة آمالهم على هذا الاتفاق لتحسين أوضاعهم المعيشية وفتح نافذة جديدة نحو مستقبل أفضل.
هل يكون هذا الاتفاق بداية لمرحلة جديدة في تاريخ الصراع، أم مجرد هدنة مؤقتة في ظل تعقيدات المشهد؟ الإجابة ستتضح مع مرور الأيام والأسابيع المقبلة.