نجحت القمة العربية الطارئة في توحيد الصف العربي والتوافق على رؤية مشتركه لإعادة إعمار غزة بعد الرفض العربي والعالمي لخطة ترامب التي تدعو إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم والاستيلاء عليها بالبلطجة وتحويلها إلى مشروع عقاري سياحي يملكه ترامب على اعتبار أن منطق القوة والبلطجة هو السائد في فترته الجديدة.
نجحت القمة في مخرجاتها خاصة فيما يتعلق بخطة إعادة الإعمار حيث توافق القادة والزعماء على الخطة المصرية والتي وصفها البيان الختامي بأنها خطة عربية جامعة، وهذا الإجماع أشار إليه أمين عام الجامعة العربية في المؤتمر الصحفي حيث قال إن الموافقة على الخطة المصرية جاء بالإجماع.
هذا عن النتائج.. أما مجريات القمة فقد توقفت كثيرا أمام كلمة الرئيس السيسي خاصة أمام الجمل والعبارات التي حملت رسائل قوية ودلائل عميقة.. فعندما يقول الرئيس في بداية كلمته أرحب بكم في أرض الكنانة، التي تقف دوما مع الحق والعدل.. مهما اشتدت الخطوب، وعظمت الكروب.
هي كلمات تحمل رسالة قوية وتشير إلى مبدأ راسخ من مبادئ الدولة المصرية وهو الوقوف بجانب الحق والعدل.. والحق هنا واضح وجلي وهو حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه ووطنه وهذا هو العدل وغير ذلك يكون الظلم بعينه.. وعندما تشير الجملة التالية إلى الوقوف مع الحق مهما اشتدت الكروب وعظمت الكروب فهذا يعنى أن مصر لا تتوانى عن نصرة الحق مهما كان الثمن ولا تخضع لأي ابتزاز أو تهديد من أي دولة لأنها هنا لا تبالي ولا تنظر إلى أي اعتبارات أخرى.
كان الرئيس دقيقا عندما وصف الواقع الذي تعيشه المنطقة بالواقع المؤلم، وعندما أشار إلى صعوبة التحديات التي تكاد تعصف بالأمن والاستقرار الإقليميين، وتبدد ما تبقى من مرتكزات الأمن القومي العربي، وتهدد دولا عربية مستقرة، وتنتزع أراضي عربية من أصحابها.. دون سند من قانون أو شرع.
نعم نعيش واقع مؤلم وتتعرض المنطقة لتصرفات لا تستند إلى أي مبادئ أو قيم أو أعراف أو شرع وهو ما يعنى خطورة الوضع الراهن الذي يتطلب مزيدا من وحدة الصف.
وصف الرئيس ما حدث في غزة بعبارات أقل ما يقال عنها أنها عبارات تاريخية تذكرنا بخطابات الزعيم الراحل أنور السادات بطل حرب أكتوبر.. لقد قال الرئيس السيسي: «إن ذاكرة الإنسانية ستتوقف طويلا، أمام ما حدث في غزة، لتسجل كيف خسرت الإنسانية قاطبة، وكيف خلف العدوان على غزة، وصمة عار في تاريخ البشرية، عنوانها: «نشر الكراهية وانعدام الإنسانية، وغياب العدالة»».
كلمات خالدة جامعة شاملة.. كلمات سيذكرها التاريخ فهي أقوى ما قاله الرؤساء عن جرائم الاحتلال في غزة.
انتهت القمة والآن علينا أن نبدأ مرحلة جديدة لحشد التأييد الدولي للخطة العربية الجامعة.