هناك قول مأثور عربي قديم يشير إلى «كن نفسك ولا تعر اهتمامًا لما يعتقده الآخرون». في الماضي، كان الأصل في السلوك الإنساني الطبيعي هو الفضيلة.
مع مرور الزمن، تبدلت هذه السلوكيات الجميلة، وأصبح الإنسان يسعى لاكتساب مظهر وسلوك يُرضي الآخرين ويثير إعجابهم، بغض النظر عما إذا كان هذا التصرف يجسد حقيقته أم لا.
في عصرنا الحالي، تحول الكثيرون إلى ممثلين لأدوار الشخص الطيب، مع التركيز على جذب رضا وإعجاب الآخرين، حتى أصبحت الناس بالنسبة لهم مجرد مرآة تعكس ما يريدون تصوّره عن أنفسهم.
وفي ظل هذا التحول، صارت قصص الأشخاص أصحاب الفضيلة الحقيقية الذين يمارسون أفعالهم النبيلة بعيدًا عن الأنظار نادرة وشبه أسطورية. تجد مثل هذه الحكايات تُروى عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكأنها تجسد شيئًا استثنائيًا، كقصة الفتاة التي تعمل في أحد المطاعم.
عندما لاحظت رجلًا يرتجف من البرد قرب باب المطعم وينظر بشغف إلى الطعام الذي يتناوله الزبائن، بادرت بتقديم بعض الطعام له. المغزى من هذه القصص أن أصحاب القلوب النقية والسلوكيات الفاضلة سيظلون موجودين ما دامت الحياة مستمرة.
أما أولئك الذين يركزون على إظهار سلوك مزيف يسعى لإرضاء الآخرين وليس نابعًا من جوهرهم، فهم في الغالب لن ينالوا محبة الناس الحقيقية مهما حاولوا. فليس كل داء يُعالج بنفس الدواء. لذلك، كن صادقًا مع نفسك وستجد أن الناس يحبونك لما أنت عليه.