المتابع لنشاط وممارسات أعضاء مجلس النواب منذ تشكيله وانعقاده فى ١٠ يناير ٢٠١٦ يلاحظ بوضوح أن هناك فريقين من النواب تحت قبة المجلس، الفريق الأول هو الفريق البرلمانى المحظوظ الذى حصد ويحصد كل المزايا والمكاسب والمغانم المادية والسياسية، والفريق الآخر منحوس لم ولن يحصد أى مزايا مادية أو سياسية.
فالفريق المحظوظ أو الفريق الهايص أغلبه من نواب القوائم والمعينين الذين حصلوا على المواقع البرلمانية بداية من رئاسة ائتلاف الأغلبية مرورًا برؤساء اللجان وعضوية اللجنة العامة والتمثيل البرلمانى الخارجى والداخلى.
فنواب القوائم لا يتحملون أى أعباء برلمانية أو جماهيرية بشأن مشاكل ومطالب المواطنين فى الدائرة الانتخابية كما هو الحال مع نواب المقاعد الفردية الذين تطاردهم الجماهير ليل نهار وتصب عليهم اللعنات أحيانًا بسبب عدم استجابة الوزراء للمطالب والحصول على تأشيرات وزارية فشنك ومضروبة، والبعض منهم يتحمل أعباء مالية كبيرة لمواجهة بعض المطالب من جانب المواطنين الفقراء ومحدودى الدخل.
وياليت حظ نواب القوائم توقف عند حد المجاملات البرلمانية والحكومية الرسمية بل امتد ليشمل المجاملات من القطاع الخاص أيضا، وهو ما حدث مؤخرا بدعوة واستضافة ٧من نواب القوائم فى ألمانيا لتفقد معرض الحاصلات الزراعية بدعوة من الشركات المشاركة فى هذا المعرض وباختيار من مجلس الحاصلات الزراعية المصرية.
ولا أحد يعترض على سفر واستضافة هؤلاء النواب لتفقد هذا المعرض وتشجيع الصادرات الزراعية المصرية لألمانيا، ولكن غالبية المشاركين ليس لهم علاقة بالزراعة أو لجنة الزراعة تحت القبة، ولكن اختيارهم جاء لأنهم من أعضاء الفريق المحظوظ وأصحاب الخطوة والسطوة داخل مجلس النواب.
وعند صدور قرار رئيس الوزراء بشأن تشكيل مجلس أمناء المتحف المصرى الكبير تضمن القرار اسم أحد أعضاء الفريق البرلمانى المحظوظ أيضا رغم أنه يتولى رئاسة لجنة برلمانية ورئاسة مدينة إعلامية ولا يحتاج لمناصب جديدة تشغله عن مهام دوره البرلمانى تحت القبة، ولكنه الحظ الذى يلازمه تحت القبة وخارجها.
فمع مرور الأيام تستمر عملية حصد المزايا والمكاسب والمغانم لأعضاء الفريق المحظوظ تحت قبة مجلس النواب، وأيضا تستمر أعباء ومعاناة وتجاهل أعضاء الفريق المنحوس تحت القبة، خاصة أن الحكومة تنحاز إلى أعضاء الفريق المحظوظ فى التأشيرات والقرارات حتى تنجو من العقاب البرلمانى.
فالممارسة تحت قبة مجلس النواب تجسد مسرحية «أنا هايص وأخويا لايص» لتصبح اسمها الجديد «نائب هايص وآخر لايص» فتلك هى الحقيقة دون تهويل أو تهوين ودون تجنٍ على نواب القوائم والنواب المعينين مما يفرض أن نمنح الفريق الآخر قدرًا من الحظ وأن يسرى العدل فى المعاملة وتقديم المزايا.
وعلى القطاع الخاص عند توجيه الدعوات للزيارات الخارجية أن يكون عادلًا فى اختياراته بين هذا الفريق والآخر، وألا يميل وينحاز إلى الفريق المحظوظ دائما كما حدث فى رحلة ألمانيا الأخيرة، ومن قبلها إيطاليا بشرط ألا يكون نصيب الفريق المنحوس هو دعوة لزيارة السودان أو الصومال مثلا.
كما أن الشفافية تقتضى على أعضاء الفريق المحظوظ الإعلان بصراحة عن تفاصيل أى دعوات يتم توجيهها إليهم خاصة الدعوات الخارجية سواء من الحكومة أو من القطاع الخاص، ومعرفة تكاليف الرحلة وبدلات السفر ومن الذى دفعها حتى يطمئن الشعب إلى حسن نوايا هذه الجهات فى دعوة النواب وتحمل تكاليف السفر ومنع الحسد عنهم بسبب الحظ الذى يلازمهم تحت القبة وخارجها