فى الثامن من شهر مارس كل عام تحتفل المرأة بيومها «يوم المرأة العالمى»، وفيه يتم الاحتفال عالميًا بالإنجازات التى حققتها النساء على كل المستويات، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.. وفى بعض الدول، كالصين وروسيا وكوبا، تحصل النساء على إجازة فى هذا اليوم..! وفى بلدان أخرى يلاحظ أن الرجل يعطى المرأة فى حياته «أمهات -زوجات -صديقات».. الزهور والهدايا الصغيرة.. وفى بعض البلدان، مثل بلغاريا ورومانيا، يلاحظ أيضًا كمكافئ لعيد الأم، حيث يعطى الأطفال أيضًا الهدايا الصغيرة للأمهات والجدات..!
والاحتفال بهذه المناسبة العالمية الرائعة.. هو إعلاء من شأن المرأة، واعتراف بفضلها وعطائها على مستوى الأسرة والعمل، فلها دور مهم لبناء المجتمع.. إن غابت عنه تمزق المجتمع بأكمله.. أما بداية الاحتفال بهذه المناسبة فجاء إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائى الديمقراطى العالمى، والذى عُقد فى باريس عام ١٩٤٥.. وإن كان البعض يرجح أن اليوم العالمى للمرأة كان على أثر بعض الإضرابات النسائية التى حدثت فى الولايات المتحدة الأمريكية
والإسلام نفسه كرّم المرأة وأعطاها حقوقًا كثيرة، إلا أنها، للأسف، لا تنفذ على أرض الواقع.. الإسلام أنصف المرأة ووضعها فى موضعها الصحيح، جعلها هى التى تقرر مصيرها فى حدود الشريعة الإسلامية وليس ولا عادات وتقاليد تدّعى انتماءها للدين.. صحيح أن هناك حالات عنف تتعرض لها المرأة، ولكن هناك نساء مبادرات فى العالم، جاهدن لنيل حقوقهن التى انتزعها منهن البشر الذين يظنون أن المرأة خلقت لتسلية الرجل فقط، ولا قيمة لها.. وصل هؤلاء النسوة لأعلى المراتب القيادية، وهذا ما يدعو له الإسلام «العلم والإبداع» للجميع، وليس لفئة معينة.. قال تعالى فى آيات من سورة التوبة تصف المرأة والرجل جنبًا إلى جنب «والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة فى جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم».
ورغم التقديرات من الإسلام ومن العالم أجمع بحقوق المرأة، فإننا فى مصر لدينا، للأسف، سيدات ما زالت تتسول حقوقها حتى الآن.. تتعرض للعنف الأسرى من جانب الرجل، وعندما تطلب الطلاق لا تنصفها المحاكم وتظل معلقة، تبحث عن حقوقها الضائعة، وكأنها أذنبت أنها أصبحت زوجة وأمًّا..!
التقديرات العالمية التى نُشرت من قبل منظمة الصحة العالمية تشير الى أن واحدة من كل ٣ نساء، أى «٣٥٪» من النساء حول العالم، يتعرضن للعنف على يد شركائهن الحميمين! وهى طريقة غير إنسانية بالمرة.. وللأسف هناك على الصعيد العالمى نسبة تصل إلى ٣٨٪ من جرائم قتل النساء التى يرتكبها شركاء حميمون، ويتسبب هذا العنف فى ظهور مشاكل نفسية وجنسية ونفسية، ومشاكل صحية إنجابية..! ومن عوامل الخطر التى تدفع الفرد إلى ممارسة العنف ضد المرأة.. تدنى مستوى التعليم والتعرض للإيذاء فى مرحلة الطفولة أو مشاهدة حالات من العنف المنزلى الممارس ضد المرأة.. وتعاطى الكحول على نحو ضار، والسلوكيات التى تميل الى تقبل العنف، وعدم المساواة بين الجنسين، أى التربية على أن الذكر أفضل من الأنثى، وأنه على حق دائمًا، وهو ما يحدث فى مصر حتى الآن!
عالميًا، هناك مراكز تدريب على المساواة بين الجنسين، ولكن فى مصر الرجل دائمًا على حق، ولا يحاسَب إلا عندما يقتل زوجته نتيجة استحالة العشرة بينهما، ووجود أمراض نفسية يعانى منها، ولا يعترف بها، لأن بعض الرجال يعتبرون أن هذه الأمراض النفسية «عيب «أو أنها لا تصيب إلا المرأة فقط! وتأتى مصر ضمن أسوأ عشر دول فى مجال المساواة بين الجنسين وفق تقرير «الفجوة بين الجنسين»، الصادر عن المنتدى الاقتصادى العالمى ٢٠١٥.. مما يزيد من العنف ضد المرأة.. كما أظهر أحدث مسح أن هناك ٤٦٪ من النساء السابق لهن الزواج تعرضن لأى من أشكال العنف من قبل الزوج، ٤٣٪ منهن تعرضن لعنف نفسى ٣٢٪ تعرضن لعنف بدنى و١٢٪ تعرضن لعنف جنسي) والكثير منهن للأسف تعرّضن لإصابات بالغة نتيجة للعنف من الزوج. والسؤال الذى يدق الرؤوس بعنف.. ونحن نحتفل بيوم المرأة العالمى، ولدينا عام فى مصر هو عام المرأة «٢٠١٧».. أين حقوق المرأة؟! ماذا تغير من قوانين لحماية المرأة وصون كرامتها ؟! وإلى من تلجأ المرأة إذا استحالت العشرة بينها وبين زوجها الذى دائمًا ما يعاند ويكابر ويستخدم مصطلح «إن القانون فى صالحه»؟! هل سيثور المجتمع لنصرة المرأة وحمايتها، أم ستظل المرأة حائرة ما بين كلام يقال عن حقوقها وواقع بعيد كل البعد عن حمايتها والثأر لها؟!