فى صيف عام 1969 عندما حصل الدكتور أحمد زويل على الموافقة النهائية من وزارة التعليم العالى للسفر للمنحة بأمريكا، وهى القصة التى تحدث عن تفاصيلها فى كتابه “رحلة عبر الزمن.. الطريق إلى نوبل” والذى تم تلخيصه فيما بعد فى كتاب “عصر العلم”. لم يكن قرار سفره المفاجئ فى هذا الوقت بالأمر السهل، وقال “زويل” عن هذه الفترة المرتبكة فى حياته، “بعد أن وقع الدكتور “عبد الرحمن الصدر أوراقى، كنت فى حيرة من أمرى هل أسافر بمفردى، أم أتزوج وأسافر مع زوجتى”. ومن هنا بدأ حديثه عن “ميرفت” زوجته الأولى، التى كانت واحدة من طالباته فى السنة الثالثة فى الدروس المعملية والمحاضرات، وقال عنها “زويل”: كانت طالبة وقورة وجادة، أعجبت بمواصفاتها وتقدمت طالباً يدها من والدها، وحضر والدى ووالدتى وخالى وقتها إلى الإسكندرية، واجتمعنا لإتمام الخطبة، وفى الحقيقة “تعجلنا”، بل ركضنا لإتمام الزواج”. نتيجة هذا الاستعجال كما ذكره “زويل” فى سرده لرحلته لنوبل، لم يشعر به الطرفان سوى بعد عدة سنوات من سفرهما معاً لأمريكا فى أغسطس عام 1969 إلى فلادلفيا، بدأ “زويل” رحلة العمل الشاق التى لم يكن يعرف وقتها أنها ستدفعه دفعاً للحصول على جائزة نوبل كأول مصرى وعربى يحصل على الجائزة فى الكيمياء، شعر هو وزوجته بالاندماج فى المجتمع، واتجهت زوجته “ميرفت” للدراسة، وبالفعل تم إدراج اسمها ضمن طلاب الدراسات العليا فى قسم الكيمياء بجامعة “تمبل” ثم إلى جامعة بنسلفانيا، وكان “زويل” وقتها قد تقدم بطلبات منح أخرى بعد الانتهاء من الدكتوراه، ثم تقدم للعمل فى جامعات أمريكية، ووقع اختياره على جامعة “كالتك” الممتازة، وتسلم العمل بها رسمياً فى مايو 1967، وفى الوقت نفسه بدأت حياته الزوجية تتعرض للتصدعات التى أجهزت على العلاقة بعد عدة سنوات. طريق مسدود، إلى هذا المصير سارت علاقة “زويل” بزوجته الأولى، فما بين حصولها على الدكتوراه فى بيركلى ووظيفة التدريس فى كلية امبسادور وأعباء وظيفتها الجديدة، وبين مسئوليات الأمومة حيث كانا قد أنجبا طفلتهما الأولى “مها”، وكانا فى انتظار طفلتهما الثانية “أمانى”، ولكنهما على الرغم من انتظارها، قررا الانفصال فى هدوء، وأن يسير كل منهما فى طريقه بعيداً عن الآخر، ويكرس حياته للعلم.
لكن زويل تزوج بعد 10 سنوات من انفصاله عن زوجته بالسورية الأصل ديما الفحام،التى قال عنها:”أنا ماكنتش موجود كإنسان عايش من غير ديما، لأنها شافت كتير” بهذه الكلمات لخص زويل حياته مع زوجته الثانية ديما الفحام، السورية الأصل، والتى تزوجها منذ 26 عاما، مؤكداً أن الحظ لعب معه عندما التقى زوجته فى السعودية عام 1987، خلال حصوله على جائزة الملك فيصل فى العلوم. وأوضح زويل فى حواره مع الإعلامى خيرى رمضان مارس الماضى، أنه التقى زوجته ديما الفحام خلال تسلم والدها الدكتور شاكر الفحام “جائزة الملك فيصل” فى اللغة العربية والأدب، وكانت ابنته ديما ترافقه لتسلمها تزامنا مع تسلم أحمد زويل للجائزة نفسها أيضا فى العلوم.