مصر تنطلق نحو التطور والحداثة والنمو بخطى ثابتة منذ عدة سنوات اعتمادًا على مواردها الاقتصادية والبشرية وعقول أبنائها الذين أثبتوا كفاءة عالمية في قطاعات كثيرة.
وبالرغم من أن مصر لم تستغل بعد كافة ثرواتها وكنوزها الطبيعية. إلا أن ما حدث في السنوات الست الماضية من عمل جاد في شتى القطاعات ومتابعة يومية من الرئيس عبد الفتاح السيسي مع كل أعضاء الحكومة يؤكد أن مصر قادرة على النهوض وتعويض سنوات الجمود التي عاشتها لعدة عقود وأدت إلى تراجعها وتخلفها.. بعد أن كانت قبل قرنين هي الدولة الرائدة والحديثة في أفريقيا وآسيا ومنطقة الشرق الأوسط بفضل مشروع النهضة الذي قاده محمد على باشا وأسس لمصر الحديثة من خلال إعادة اكتشاف مصر وإنشاء المشروعات القومية العملاقة وتأسيس جيش وطني واهتمامه بالتعليم باعتباره قاطرة النهضة في شتى المجالات.
الآن وبالرغم من محدودية موارد الدولة. إلا أننا نلامس مشروع نهضة جديا على أرض مصر ولكنه في حاجة إلى مزيد من الموارد لتحقيق النهضة الشاملة التي يحلم بها كل مواطن مصري. وهو أمر يحتاج إلى استغلال كل موارد وكنوز مصر، وفى القلب منها الآثار التي تتفرد بها مصر على سائر الدول.
وقبل أيام كنت في جلسة مع الصديق الدكتور أيمن محسب عضو مجلس النواب. ودار بيننا حديث طموح عن مستقبل هذه الأمة واستغلال كنوزها الطبيعية. وفاجأني بأنه تقدم بمشروع قانون يهدف إلى تسجيل الآثار المصرية في منظمة wipo وهي المنظمة العالمية لحقوق الملكية الفكرية، بحيث يصبح حق استغلال الآثار المصرية في الداخل والخارج شأنا مصريا، كما يحق لمصر استعادة كل الآثار التي خرجت بطرق غير مشروعة. مشيرًا إلى أن كثيرا من دول العالم قامت بتسجيل كنوزها الوطنية ومنتجاتها العالمية كعلامة تجارية بهدف الاستفادة القصوى منها.
وقبل أن يسترسل صديقي في الحوار. أكدت له أن هذا الأمر يأتي على رأس الموضوعات التي أنتوى طرحها في مجلس الشيوخ خلال الأسابيع القادمة. ومع بداية جلسات المجلس نظرًا لعوائده الكبيرة على مصر.
هذا المشروع متعدد الجوانب طرحته في أكثر من مقال قبل سنوات. وتحديدًا أثناء فترة عملي الصحفي كمحرر للشئون الثقافية والآثار وخلال زيارتي لدول كثيرة أثناء افتتاح المعارض الأثرية المصرية. ولاحظت الإقبال الشديد والطوابير الممتدة لمئات الأمتار بهدف مشاهدة الآثار الفرعونية. واقترحت أن تقوم هيئة الآثار في هذا الوقت بإقامة معرض مواز لبيع النماذج الأثرية التي يقوم مركز مستنسخات الآثار بتصنيعها بشكل محدود بهدف تقديمها كهدايا لبعض المسئولين وهو أمر يمكن أن يحقق عوائد بملايين الدولارات وربما أكبر من عوائد المعرض ذاته، خاصة أن هذه المعارض يصاحبها اهتمام إعلامي غير عادى ويمثل دعاية مجانية لعملية التسويق. وهو أمر تستغله بعض الدول والجهات في تسويق هذه النماذج لحسابها.
باختصار كنوز مصر في حاجة إلى صياغة جديدة. سواء من حيث الإدارة أو التسويق وسبق وأن طرحت فكرة طرح منطقة الأهرامات. لمزايدة عالمية في الإدارة والتسويق. وكذلك بعض المناطق الأثرية ذات الشهرة العالمية.
أيضا يجب استغلال فترة الركود السياحي في إعادة تأهيل كثير من المتاحف والمناطق الأثرية بشكل حضاري وإعادة تأهيل الفنادق والمنشآت السياحية استعدادًا لعودة الحركة السياحية بحيث تصبح كنوز مصر أحد أهم روافد الدخل القومي وسر النهضة الشاملة.
حمى الله مصر من كل سوء