هل مازال حُب الوطن كما قالت الأغاني والقصائد فرض عليا، أو كما قال الجاحظ الذي عُرف بالأقوال المأثورة «لولا حُب الوطن لخرب بلد السوء».
سرد أحد علماء الأمة العربية زكريا القزويني في كتابه «أثار البلاد وأخبار العباد» أنه كان في هذا الزمن بلده اسمها «الرصافة» هذه البلدة لا يوجد بها زرع أو ماء أو أمن أو تجارة أو صفة مرغوب فيها، وكان يسكنها صعاليك أوجب لهم القيام بها، ولولا حبهم لها لخربت.
والحكمة من تلك الحكاية أن محبة الشيء يبعث على المحافظة عليه وصيانته ودفع الضرر عنه. وإذ أن محبة المجهول غير معقول، يكون الجهل بالشيء مدعاة إلى كراهيته وليس حبه. كما تقول الحكمة «المرء عدو ما يجهله» فالوطن الذي لا يعطى لم يأخذ شيء من ساكنيه.
ولا ينبغي للشخص بعد ذلك غير حنين الإبل إلى أوطانهم التي ولدوا فيها. فالوطن كلمة تحمل معنيان الأول محدود وضيق، والثاني أوسع وكبير، فالأول الأرض التي يسكن فيها الفرد إلى جوار أخرين يعيشون بشكل مشترك، والثاني يتجاوز حدود المكان إلى المشاركة في شئون الوطن والحصول على الكفاية من خيراته.
فإذا غاب المعنى الأخير تحمل الشخص التنقل بين باقي الأوطان حتى إذا اعتبرها ذل نفسه، وهذا ما يبرر هروب البعض من الوطن .
لم نقصد أحد !!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية