قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس جنوب السودان سيلفا كير، أنه تم بحث سبل تعزيز وتطوير التنسيق السياسي والعسكري والأمني المشترك، خلال هذه المرحلة المهمة التي تمر بها المنطقة، وتوافقنا على تنسيق جهودنا، بما يحقق أمن واستقرار المنطقة، ويحافظ على مصالح شعوبنا.
وأضاف الرئيس السيسي، في كلمته، اتفقنا على تكثيف الجهود والاتصالات، بيننا وبين الأطراف المعنية داخل السودان، من أجل إيجاد حلول عاجلة للأزمة، وتجنيب الشعب السوداني مزيدًا من الدمار والتشتيت.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي:
كلمات السيد الرئيس
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي فخامة الرئيس «سيلفا كير» رئيس جمهورية جنوب السودان الشقيق، أرحب بكم اليوم، في بلدكم الثاني مصر وبالوفد المرافق لكم، أرحب بكم في بلدكم الشقيق، التي تربطها روابط أزلية وتاريخ ممتد، دعمت خلاله مصر، تطلعات شعبكم الكريم نحو مستقبلٍ أفضل، إيمانًا بحقه في تحقيق آماله وتلبية طموحاته المشروعة وأؤكد لكم فخامة الرئيس، تقديرنا الكامل للجهود التي تقومون بها، من أجل استقرار وأمن بلدكم.
السيدات والسادة،
أجريت اليوم مع شقيقي الرئيس «سيلفا كير»، مباحثات ثنائية معمقة ومثمرة، عكست توافر الإرادة السياسية لبلدينا، نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية المتكاملة بين البلدين في مختلف المجالات، وأؤكد أنه رغم التحديات الاقتصادية الدولية، إلا أن مصر لن تدخر جهدًا نحو الوقوف بجانب جمهورية جنوب السودان وشعبها الشقيق، لاسيما في مجال بناء القدرات، وتقديم الخبرات الفنية في مختلف المجالات.
لقد أكدت كذلك خلال المباحثات، دعم مصر الكامل لجهود الرئيس «سيلفا كير» وجميع الأطراف الجنوب سودانية، من أجل تحقيق السلام في البلاد.
وأود الإشادة في هذا الصدد، بالجهود المبذولة من قبل الأطراف السياسية في جنوب السودان، للمضي قدمًا في تنفيذ الاستحقاق الانتخابي خلال ديسمبر من العام القادم، ودعمنا الكامل لجهود الحكومة، لتلبية تطلعات شعب جنوب السودان الشقيق، نحو السلام والاستقرار والتنمية.
السيدات والسادة،
بحثنا اليوم أيضًا، سبل تعزيز وتطوير التنسيق السياسي والعسكري والأمني المشترك، خلال هذه المرحلة المهمة التي تمر بها المنطقة، وتوافقنا على تنسيق جهودنا، بما يحقق أمن واستقرار المنطقة، ويحافظ على مصالح شعوبنا.
تشاورنا معًا، وفي إطار من الحوار المتواصل والبناء، حول الأزمة السودانية وتداعياتها على المنطقة، خاصة دول الجوار المباشر، وفي مقدمتها مصر وجنوب السودان.
واتفقنا على تكثيف الجهود والاتصالات، بيننا وبين الأطراف المعنية داخل السودان، من أجل إيجاد حلول عاجلة للأزمة، وتجنيب الشعب السوداني مزيدًا من الدمار والتشتيت.
كما اتفقنا على دعوة مختلف الأطراف السودانية، لتغليب المصالح القومية العليا للسودان، على أي مصالح فردية، أو تدخلات خارجية من شأنها تعميق المشكلة، أو زيادة حدة معاناة الأشقاء السودانيين، وإطالة أمد الأزمة.
ولقد أكدنا أن دور مصر وجنوب السودان محوري في الأزمة السودانية، مع ضرورة عدم إغفال ذلك، في أي مبادرات أو مساع مطروحة لتسوية الأزمة، لاسيما وأن الدولتين، هما الأكثر فهما لطبيعة الأزمة وتشابكاتها القبلية، وأكدنا كذلك محورية مسار دول الجوار، ونتائج اجتماعاته في تسوية الأزمة.
السيدات والسادة،
تناولت المباحثات أيضًا، تعزيز التعاون القائم بين البلدين في مجال الموارد المائية والري، وجهودنا المشتركة لتعظيم الاستفادة من موارد نهر النيل، وأكدت رؤية مصر المستندة إلى أن نهر النيل، يجب أن يكون مصدرًا للتعاون والتنمية، كشريان حياة لجميع شعوب دول حوض النيل، كما استعرضنا التطورات الخاصة بقضية «سد النهضة»، ومسار المفاوضات الجارية، بهدف التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.
في الختام أخي فخامة الرئيس «سيلفا كير» أود أن أغتنم هذه المناسبة، لأؤكد لشعب جنوب السودان الشقيق، أن مصر ستظل الصديق الوفي، والشقيق الحريص على مصلحته، وأننا ملتزمون بتقديم كافة أوجه الدعم، من خلال الآليات القائمة للتعاون بين البلدين.
كما أدعو المجتمع الدولي، للوفاء بتعهداته والتزاماته تجاه دولة جنوب السودان في مسيرتها نحو بناء مستقبلٍ أفضل.
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية