كلما قرأت شعر صلاح جاهين في رباعياته الشهيرة تذكرت مقولة العرب في سالف العصر عن الشعر الجميل بأنه «السحر الحلال» وتذكرت أيضاً حكاية لخلافة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عندما قدم إليه وفود من مختلف البلدان لتهنئته بإحدى المناسبات، وإذ بوفد أهل الحجاز يتقدم عنه غلام ليتكلم عنهم.
فقال له عمر: يا غلام ليس هناك من هو أكبر منك بين أهلك، فقال الغلام: يا أمير المؤمنين إن المرؤ ليس بسنه إنما بقلبه ولسانه، فإذا منحه الله لساناً لافظاً وقلباً حافظاً فقد رزقه الله حُسن الكلام، ولو أن الأمور بالسن لكان أهوننا أحق منا بمجلسك.
فقال عمر رداً عليه: صدقت فهذا هو السحر الحلال، فقال الغلام: يا أمير المؤمنين نحن وفد التهنئة لا وفد المروءة، وإننا حضرنا إليك عن رغبة لا رهبة لأننا قد أمنا في أيامك ما يُخيفنا وأدركنا ما طلبنا، فسأل عمر بن عبد العزيز عن سن الغلام، فقيل له عشر سنين.
فكل واحد فينا يحتاج إلى كلمات تُناسب موضوعه، يحتاج إلى بيت أو بيتين أو حتى ثلاثة أبيات من الشعر الجميل الذي يجرى مجرى الأمثال ولضبط كلامه، يُقدر بمقدار يأخذ من ملح أو سكر لطعامه حتى يكون كلامه «مظبوط» وهنا تذكرت هذه الأبيات لعمنا صلاح جاهين «شمس وقمر وسدوم وملايين نجوم.. فاكرها يا موهوم مخلوقه لك».
لم نقصد أحد !!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية