المشهد العام للانتخابات الرئاسية أكثر من رائع في ظل الفرص المتساوية بين المرشحين الأربعة، الرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، فنجد أن جميع وسائل الإعلام المختلفة تخصص مساحات للمرشحين للتعبير عن برامجهم الانتخابية المختلفة، إضافة إلى ما قامت به الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لتخصيص مدد زمنية للمرشحين، مما يؤكد أن مصر فعلاً دخلت مرحلة جديدة من تاريخها السياسي لا يمكن أبداً تجاهله، وهو أن مصر الجديدة بعد ثورة 30 يونيو تخطو خطوات مهمة وبالغة التأثير، وهناك آثار إيجابية واضحة المعالم، فلا فرق بين مرشح وآخر والكل سواسية.
ولأول مرة نجد في انتخابات رئاسية تشهدها البلاد ثلاثة مرشحين ينتمون لثلاثة أحزاب سياسية، وهي الوفد والمصري الديمقراطي والشعب الجمهوري. وهذا يعنى أن هناك تفعيلاً حقيقياً للحياة السياسية المصرية والتعددية السياسية التي هي الأساس الرئيسي في أي حياة ديمقراطية سليمة يبتغيها الشعب المصري.
والمعروف أن الديمقراطية الحقيقية لا يمكن أن تنمو أو تتواجد أصلاً دون وجود الأحزاب السياسية، وبالتالي وجودها فاعل رئيسي في أي حياة سياسية.
ومن هذا المنطلق المهم قام حزب الوفد بترشيح الدكتور عبد السند يمامة رئيس الحزب في هذا السباق الرئاسي المهم. وكذلك المعروف أن رؤية حزب الوفد في هذا الشأن تتبلور في ضرورة تنشيط الحياة الحزبية إعمالاً لنصوص الدستور التي تقضى بالتعددية السياسية وتداول السلطة بعد سنوات عجاف مرت بها البلاد منذ ثورة 23 يوليو 1952 وحتى 30 يونيو 2013، عندما تهمشت الأحزاب السياسية بشكل يرثى له، ولذلك كان لزاماً على حزب الوفد أن يشارك في ضرورة تفعيل الحياة السياسية والدفع بالدكتور عبد السند يمامة لخوض السباق الرئاسي.
ولأن المشهد الذي تشهده البلاد حالياً، يدل دلالة قاطعة على أن هناك إرادة سياسية مهمة وهي تفعيل الحياة السياسية، لذلك وجدنا أن الدولة المصرية تقوم بدور أكثر من رائع بشأن كل المرشحين الأربعة، وتقوم بتسهيل كل إجراءات الدعاية الانتخابية من ندوات ومؤتمرات وظهور على الفضائيات وتخصيص مساحات لهم بكل الصحف المصرية بلا استثناء، من أجل تعريف المصريين بكل البرامج الانتخابية بشكل يدعو إلى الفخر.
وهذا المشهد الرائع هو أكبر دليل للرد على كل المتطاولين وكذابي الزفة الذين يعادون الحرية ويعطلون تفعيل الحياة السياسية الحقيقية والتعددية الحزبية، وأمام هذا كله فشلت كل محاولات الذين يناصبون الاستقرار السياسي العداء الشديد.
إن حزب الوفد برؤيته الثاقبة تنبه إلى أن تعطيل الاستقرار السياسي، له آثار خطيرة على الأمن والأمان وكل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية لكل المواطنين، وبالتالي كانت رؤية الوفد مهمة في ضرورة تفعيل الحياة السياسية والحزبية والدفع برئيسه لخوض الانتخابات الرئاسية، وفي ظل إرادة سياسية حقيقية للدولة المصرية في ضرورة تنشيط الحياة الحزبية والسياسية.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية