ويبقى السر وراء الحرب على غزة لغزاً تكمن خلفه العديد من الحقائق التي تدعونا للتوقف قليلاً، فالأمر ليس الهدف منه تصفية القضية الفلسطينية فقط، ولا تنفيذ خطة خارطة الطريق المعروفة بصفقة القرن، وإنما لها أبعاد أخرى كثيرة بعضها أصبح معلوما والبعض الآخر مازال خلف الستار سوف تكشف عنه الأيام المقبلة، لتحمل لنا مزيدا من المفاجآت خلف حرب الإبادة غير المسبوقة.
كشفنا خلال هذه المساحة منذ أيام، أن الاحتلال يسعى للهيمنة على غزة بالكامل بعد تهجير أهلها، أو تصفيتهم جسديا، بهدف البدء في تنفيذ مشروع قناة بن جوريون، ذلك الحلم الصهيوني الذي فشل اليهود في تنفيذه على مدار 73 عاما بسبب التكلفة المادية المرتفعة التي قدرت عبر مقترحان سابقان لشق القناة بـ 55 مليار دولار لكل منهما، في حين طرح مؤخرا ًمساراً ثالثاً من خلال يربط حيفا بالبحر المتوسط عن طريق غزة بتكلفة 15 مليار دولار فقط، مما يتطلب لإنجاحه إخلاء غزة من الفلسطينيين تماما لأسباب أمنية.
واليوم نكشف لكم ما أعلنه علماء جيولوجيون واقتصاديون في مجال الموارد الطبيعية عن الثراء المهول المدفون في أراضي غزة الغنية بالغاز والذي قدر على أقل تقدير بـ 1.4 تريليون قدم مكعب من الغاز.
وكشف العلماء أن الأراضي الفلسطينية المحتلة تقع فوق خزانات كبيرة من ثروات النفط والغاز الطبيعي في المنطقة «ج»، من الضفة الغربية المحتلة، وساحل البحر المتوسط قبالة غزة، وأن الاحتلال لديه فرصة كبيرة في منطقة النفط والغاز الطبيعي والتي تراكمت إلى عشرات بل مئات المليارات من الدولارات.
يذكر أنه في عام 1999، وقعت السلطة الفلسطينية اتفاقا مع بريطانيا للغاز قبالة ساحل غزة وحالفهم الحظ وتم حفر بئرين وهما «غزة مارين 1و2» لتأتي هذه المليارات للسلطة من حيث لا تحتسب وتكون لديها الفرصة للتصدير.
وفي عام 2007، وصلت حماس للسلطة، وشنت إسرائيل هجوما كبيرا على قطاع غزة راح جرائه 1400 شهيدا فلسطينيا وسيطرة على حقول الغاز.
ومؤخرا أعلنت إسرائيل عن اكتشاف حقل «ليفياثان» للغاز الطبيعي والذي يتضمن ثروات غزة ويقدر بمبلغ 453 مليار دولار حرمت غزة منها، وفي المقابل تسعى تل أبيب لتصبح مركزا جديد وفق وزير الطاقة الإسرائيلي الذي أعلن العام الماضي، أنه آن لدولة صغيرة مثل إسرائيل أن تصبح لاعبا مهما في سوق الطاقة العالمية، وأنها سوف تتمكن من تصدير الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوروبا عبر العديد من الاتفاقيات التي وقعتها لتجعل إسرائيل وقطاع الطاقة والمياه لديها لاعب رئيسي على مستوى العالم.
جاء ذلك في الوقت الذي فرض فيه العام الماضي 2022 العقوبات على النفط والغاز الروسي، وكذلك الوضع على النفط الإيراني وحقول النفط السوري، وعلى ميناء اللاذقية الذي يتعرض للقصف الإسرائيلي، وعلى مرفأ بيروت، لتتصدر إسرائيل بما تملكه من خيرات الأرض المحتلة وموانئها العاملة حلا لمشاكل أوروبا.
والأهم بالطبع هي مباركة الولايات المتحدة الأمريكية حيث قرر الكونجرس الأمريكي أن الطاقة في إسرائيل هي أعلى مصالح الأمن القومي لواشنطن.
باختصار.. الاحتلال الهمجي الصهيوني الذي يعتمد البلطجة سلاحا مؤمنا بالنصر في عالم غابت فيه القيم، واعتلت فيه المصالح فوق كل شيء، لن يعود لصوابه إلا بقوة الردع أيا كان شكله أو نوعه، لوقف هؤلاء الهولوكوست النازيون، أشهر القتلة وسفاكي الدماء على مر التاريخ، الذين يرتكبون كل أنواع الموبقات في آن واحد، وسط تأييد عالم لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم إلا في صالح اليهود وتعضيد موقفهم في مواجهة العرب الذين جمع بعضهم الحج إلى أمريكا واللعب تحت الطاولة مع الاحتلال وفرقتهم قضية فلسطين.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية