مصر اليوم في حاجة إلى ضخ دماء جديدة أكثر من أي وقت مضى، ولا أعني هنا الدفع بقيادات وعناصر شابة فقط.. ولكن الدفع بقيادات جديدة يتحقق فيها المزج بين القيادات الشابة التي تمتلك النشاط والحماس والحيوية ومعهم أصحاب الخبرات التي تراكمت على مدار السنين.. لأن الدفع بالقيادات الشابة وحدها يمثل خطر حقيقي وفي أغلب الأحيان يكون له عواقب وخيمة.. الجمع بين الخبرة والشباب يضمن الاستقرار والنجاح.. وهذا ما تحقق في التشكيلات الجديدة للإعلام.
الدفع بالمهندس خالد عبد العزيز رئيسا للمجلس الأعلى للإعلام هو اختيار يستند إلى الخبرات المتراكمة في العمل العام والتي بدأت بتولي صندوق التمويل الأهلي التابع لمجلس الوزراء وانتهت بتولي حقيبة وزارة الشباب والرياضة وما بينهما مشوار طويل من العمل الجاد والنجاح المتواصل.
كانت المرة الأولى التي سمعت فيها اسم المهندس خالد عبد العزيز عندما تولى صندوق التمويل الأهلي التابع لمجلس الوزراء كنت وقتها محررا لشئون مجلس الوزراء بجريدة الوفد ولاحظت وجود اهتمام غير عادي بهذا الصندوق وكان هناك رغبة في اختيار قيادة شابة.. فكان المهندس خالد عبد العزيز.
وتردد اسمه مرة ثانية في مجلس الوزراء عندما بدأ الدكتور الجنزوري في تشكيل المجلس القومي للشباب وبعدها تولى منصب وزير الشباب والرياضة وحقق نجاحات كبيرة، وأعتقد أن أهم ما يميز المهندس خالد عبد العزيز أنه صاحب رؤية ويمتلك مقومات الإدارة ويحظى بحب كل من عمل معه، ويحفظ هيبة المنصب الذي يشغله.
وجاء اسم الأستاذ عادل حمودة ليمثل إضافة كبيرة للمجلس.. فهو صاحب اسم كبير وخبرة طويلة في الإعلام.
تعلمت من الأستاذ عادل الكثير وكنت أردد دائما مقولة آمنت بها بعد أن اقتربت منه سنوات طويلة وهي أن الأستاذ عادل يتنفس صحافة.. هو موهبة.. عاشق للصحافة حتى النخاع.
تستمتع وأنت تعمل معه.. تستمتع وأنت تناقشة وتتعلم منه.. باختصار هو قيمة وإضافة للمجلس الأعلى للإعلام.
ومن الأسماء المشرفة في التشكيل الجديد الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة.. فهو صحفي مخضرم والوحيد الذي جمع بين منصب نقيب الصحفيين ورئاسة الأهرام بعد المرحوم إبراهيم نافع، لذا فهو يمتلك ما يثري به العمل داخل الأعلى للإعلام.
وعلى الجانب الآخر جاءت القيادات الشابة لتكتمل المنظومة.. فقد تم الدفع بالإعلامي الكبير أحمد المسلماني رئيسا للهيئة الوطنية للإعلام وهو اختيار تأخر كثيرا لأنه أي – المسلماني- من القيادات الواعدة.. فهو شاب مثقف.. موهوب.. دمث الخلق.. لديه إمكانات واعدة.. استطاع أن يحقق نجاحات كبيرة في فترة قصيرة.. لديه أفكار خارج الصندوق واستراتيجيات بعيدة المدى.. وأعتقد أن النجاح في هذا القطاع سيكون أسرع من المتوقع.
وتكتمل منظومة الشباب بالصحفية علا الشافعي رئيسة تحرير اليوم السابع لتمثل إضافة لتشكيل المجلس بينما جاء قرار تجديد الثقة في المهندس عبد الصادق الشوربجي رئيسا للهيئة الوطنية للصحافة ليؤكد على أن النجاح الذي حققه الفترة الماضية لم يذهب سدى.
وفى رأيي أن أهم ما يميز التشكيلات الجديدة هو الانسجام والتناغم بين أعضائها.. وهو ما يدفعنا للتفاؤل بأن غدا سيكون أفضل.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا