عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعاً اليوم لمتابعة الجهود المبذولة لتعظيم الاستفادة من مشروع تطوير صيدليات الإسعاف المصرية.
شارك في الاجتماع الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، واللواء طبيب بهاء الدين زيدان، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، والدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، وعدد من المسؤولين من الوزارات والجهات ذات الصلة.
بدأ رئيس الوزراء الاجتماع بالإشارة إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة تحقيق أقصى استفادة من مشروع تطوير صيدليات الإسعاف لضمان توفير الأدوية والمستلزمات الطبية للمواطنين عبر شبكة واسعة الانتشار. تلك الصيدليات تعمل على سد احتياجات المواطنين، خاصة في حالات الأزمات أو نقص بعض الأدوية.
كما أكد على الدور الحيوي لصيدليات وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية في مواجهة أي نقص محتمل في الأدوية اللازمة.
ركز الدكتور مصطفى مدبولي خلال اللقاء على اهتمام الدولة بصناعة الدواء، وتوجيه الجهود لدعم هذه الصناعة المهمة من خلال توطينها وزيادة توفير المواد الخام الضرورية بشكل دائم. الهدف هو بناء مخزون آمن ومستدام يمكن من مجابهة أي أزمات محتملة أو نقص في الأدوية.
قدم الدكتور خالد عبد الغفار، مقترحاً للاستفادة من المواقع المتميزة للمستشفيات العامة المنتشرة في أنحاء الجمهورية، بحيث تتضمن صيدليات أكبر حجماً لخدمة الزوار والمواطنين المترددين على تلك المستشفيات. تسهم هذه الخطوة في توفير الأدوية المطلوبة بانتظام، وخاصة تلك التي قد تشهد السوق المحلي نقصاً فيها.
أشار الدكتور خالد إلى الجهود المبذولة لتوفير المواد الخام اللازمة لصناعة الدواء، مستعرضاً بروتوكول التعاون الذي وُقِّع مؤخراً بين الشركة العربية للخامات الصيدلية والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
هذا التعاون يهدف إلى إنشاء مصنع متخصص لإنتاج المواد الخام بتكلفة استثمارية تصل إلى 120 مليون دولار. يُعد المشروع الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط ويهدف لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأدوية الأساسية.
اللواء طبيب بهاء الدين زيدان أوضح أن جميع المحافظات حالياً تضم فروعاً لصيدلية الإسعاف توفر النواقص من الأدوية، مشيراً إلى جاهزية الدولة لتوسيع نشاط هذه الصيدليات وافتتاح المزيد منها في أي مكان عند الحاجة. تعمل سلسلة صيدليات الإسعاف على سد العجز في الأسواق عبر منظومة متكاملة ومنتظمة.
في نفس السياق، استعرض الدكتور علي الغمراوي الجهود المتواصلة لتوفير احتياجات المواطنين من الأدوية بالتنسيق مع الجهات المعنية. كما أشار إلى آليات متابعة سوق الدواء لضمان استباق أي مؤشرات قد تؤثر على توافر المستحضرات الدوائية.
وأكد على تشغيل الخط الساخن لهيئة الدواء المصرية لتلقي استفسارات المواطنين حول أماكن توفير الأدوية الناقصة على مدار الساعة.
صرح المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن الاجتماع تناول تقريراً مفصلاً عن مشروع تطوير صيدليات الإسعاف. شملت المبادرات إعادة هيكلة القطاع بشكل شامل مع تقييم أداء العاملين وتطوير الكفاءات.
كما تبنت الحكومة تطبيق التحول الرقمي لتحسين العمليات التشغيلية وتوحيدها ما يؤدي إلى اتخاذ قرارات دقيقة ومدعومة بالمعلومات. ومن بين الإنجازات زيادة عدد الصيدليات إلى 81 صيدلية، منها 28 تعمل على مدار الساعة، مع تحسين التشكيلة البيعية بنسبة 64% بما يتيح للمواطنين الحصول على احتياجاتهم من مكان واحد.
ناقش الاجتماع أيضاً خطة إطلاق التطبيق الإلكتروني “بالشفا” خلال الربع الأول من عام 2025. يهدف التطبيق إلى تسهيل عملية طلب الأدوية إلكترونياً دون الحاجة لزيارة الصيدلية ويوفر توصيل الطلبات للمنازل، بما يسهم في تخفيف العبء على المواطنين خاصةً في المناطق النائية. يعزز التطبيق كذلك الكفاءة التشغيلية للصيدليات ويتيح الوصول إلى عدد أكبر من العملاء بتكاليف أقل.
تم التأكيد ختاماً على التزام صيدليات الإسعاف بتقديم خدمات عادلة ومتساوية لجميع المرضى دون تمييز، وتسعى لضمان حصول كل مواطن على أدويته دون إجباره على شراء منتجات إضافية بخلاف احتياجاته الأساسية.