زوبعة في فنجان.. هدفها الأساسي احراج مصر.. وممولها معروف.. والحكومة نجحت في الرد على هذه المزايدة التي لا قيمة لها.. أتحدث هنا عن قافلة الصمود التي دعا لها نشطاء في المغرب وتونس والجزائر مع مجموعة من النشطاء في عدد من الدول في أوروبا وأمريكا الجنوبية.. وهذه القافلة عنوانها انساني وهو كسر الحصار على غزة وهو هدف نبيل كلنا نسعى اليه حكومات وشعوب العالم الحر.. ونؤيد أي تحرك يتم بالتنسيق مع الدولة المصرية في هذا المجال.
لكن القافلة منذ الإعلان عنها وانا اتابعها واتابع قياداتها وهم سبق لهم الدخول في تحالفات مع جماعة الإخوان في تونس والمغرب والجزائر رغم ان اغلبهم محسوب على اليسار.. وهو أمر طبيعي ان يبادر اتحاد يوسف القرضاوي الممول من قطر والموجود في تركيا على دعمها وتمويلها.. ومن يتابع مواقع ومنصات جماعة الإخوان التي كانت خاملة فجأة نشطت وأصبحت تتبعها لحظه بلحظه ولقاءات مع الداعين للقافلة التي لم تضم أي مواد إغاثية معها للدخول الي القطاع ولو كانت معها مواد غذائية اتحادهم ان يسلموها للحكومة المصرية حتى ترسلها الي غزه مع مئات الآلاف من الأطنان الموجودة في العريش ويرفض العدو إدخالها.
وكلنا نعرف ان مبدأ سيادة الدول مبدأ دولي سامي.. وأسباب أغلب الحروب هي الدفاع عن سيادة الدول لذا على الجميع احترام هذا المبدأ وهو الامر الذي كان يجب على الداعين للقافلة وضعه في الاعتبار.. والامر الثاني انه يوجد في تونس والمغرب طائفة يهودية كبيره وهذه الطائفة ترتبط بإسرائيل امام أعين وبصر الحكومات في البلدين وكان الاولي من النشطاء في البلدين استخدام هذه الطائفة أداة للضغط على إسرائيل التي تعتبر نفسها حماية الدين اليهودي ويهود العالم لفك الحصار على غزه ووقف إطلاق النار.
والأمر الثالث الذي يجب ان يعيه كل عربي أن مصر أكثر دوله في المنطقة العربية دفعت ثمن الصراع مع الكيان الصهيوني فقد فقدنا أكثر من 100 ألف شهيد من خيرة شباب هذه الأمة وفقدنا تريليونات الدولارات في هذه الحروب في الوقت الذي اغتنت فيه دول عربيه بسبب هذه الحروب.
وأن مصر أكثر الدول تضررا من الأحداث بعد يوم 7 أكتوبر 2023 ومن التهاب الأوضاع في المنطقة المحيطة وعبث بعض الاشقاء العرب وجيران العرب وتأجيج الصراع حول مصر لأسباب لها علاقة بالنفوذ ومحاولة السيطرة وإضعاف مصر وكل هذا لخدمة العدو الإسرائيلي.
والشعب المصري دفع ثمن غالي بسبب القضية الفلسطينية بداية من الأوضاع الاقتصادية المتردية واستغلالها حاجة لتقييد الحريات ووأد الديمقراطية بسبب ان هناك عدو على الحدود يجب مواجهته ولا زلنا نذكر عبارات مثل «لا صوت يعلو علي صوت المعركة» وأي حديث عن الحريات وحقوق الانسان يعتبر نوع من الخيانة.. وتحمل الشعب المصري مرارة الفقر والعوز ونقص السلع من أجل عيون القضية الفلسطينية في حين يعيش غيرنا حياة رغدة هنيه ولم نتحدث يوما عن تقسيم الثروة العربية بين الشعوب العربية كلها لأن مصر وشعبها أكبر من ذلك.
ويجب ان يعلم كل عربي ان مصر لن تخوض أي حرب أخرى الا للدفاع عن أراضيها ولن نبادر بالعدوان وان منهجها الحل السلمي لكل المشاكل والقضايا وهو منهج مصر منذ انتهاء حرب 1973.. ومن يريد فهناك جبهة سوريا مفتوحة فليذهب إليها يخوضون حربهم وسوف ندعمهم بالدعاء الي الله ان ينصرهم.