أحزننى للغاية صورة وزراء الرى «إثيوبيا. ومصر. والسودان» وهم يبتسمون واقفين على أعلى الهضبة التى ينتصب عليها سد النهضة الإثيوبى.. وكأنه ينتصب مثل سور الصين العظيم، لأنه أحد 29 داً تخط إثيوبيا لإنشائها.. وإذا كان هدف بناء سور الصين العظيم هو حمايتها من هجمات الغزاة، القادمين من الغرب فإن هدف هذه السدود ـ وبدايتها سد النهضة ـ هو السيطرة على كل نقطة مياه تأتينا من هناك.. وكأنها منحة من إثيوبيا.. وليست منحة من الله العزيز الكريم.
وواضح ـ من الصورة ـ مدى ضخامة جسم السد.. لم لا وكان المخطط له من البراءة حجز وتخزين 14 ملليتر متر مكعب.. فإذا به يصبح قادراً على تخزين 74 مليار وحدث هذا للأسف عندما استغلت أديس أبابا ظروفنا الرهيبة منذ يناير 2012.
<< ولا أدرى أن كانت هذه هى الزيارة الأولى ـ أو ربما تكون الأخيرة.. أم سبقتها زيارات أخرى «ثلاثية» لموقع بناء السد.. ولكن ما شدنى أكثر هو سبب وجود أو لقاء الوزراء الثلاثة هذه الأيام.. ذلك أن هدفهم هو اجتماع اللجن الوطنية الثلاثية المختصة بدراسات السيد.. بمشاركة الوزراء الثلاثة مع المختصين.. والمضحك لهم من المبكى لنا ـ أن هذا الاجتماع هو رقم 16.. ترى هل تستمر هذه الاجتماعات إلى ما بعد اكتمال بناء السد، ويصبح حقيقة واقعة.. وبعدها «ننخبط رأسنا فى الحائط» أقصد فى.. السد!! نقول ذلك لأنه ان كانت الظروف لم تمكن إثيوبيا من بدء تخزين مياه النيل أمام السد هذا العام.. فإن المؤكد أنهم سوف يبدأون التخزين من الفيضان القادم.. وكلمة التخزين عندهم تعنى الخير.. ولكنها تعنى عندنا العطش.. والجوع. كل هذا ونحن أسرى هذه الاجتماعات.
<< وهدف هذه الاجتماعات ـ الظاهرلنا على الأقل ـ هو الحصول فى النهاية على موافقة مصر، على التقارير التى يفترض أن تقدمها المكاتب الاستشارية. وربما ؟؟؟ حكاية «أمان السد»، والأخطر هو المفاوضات الأكثر أهمية التى تبحث مدة تخزين المياه، عند السد، كذلك كيفية إدارة هذا الخزان، ولاحظوا هنا ما قاله أحد مسئولی حملة بناء السد ـ وهو وزير إثيوبى ـ وذلك خلال احتفالهم هناك بيم العلم الوطنى. إذ قال أن هذا اليوم يعتبر يوماً لتجديد الالتزام القوى لإكمال بناء السد.. وأن هذا السد يعتبر رمزاً للوحدة بين الشعوب والقوميات الإثيوبية، ربما بسبب ما نشر عن قلاقل لقبائل تحيا فى منطقة السد.. وتخزين مياه النيل الأزرق.
وإذاكان ذلك رمزاً للوحد بين الشعوب الإثيوبي فهو بلاشك يوماً للنجيب ـ عندنا خصوصاً لأنه يعنى بداية العطش «للقومية المصرية».. فهل نعى خطور ذلك.. حتى اننا لا ننشر ـ آلامماً تنشره إثيوبيا ـ وبالتالى لا تعلم عن السد وأسلوب إدارته إلا ما تسمح به إثيوبيا فقط.
وأتسائل هنا: إذا كانت إثيوبيا تعتبر بناء السد رمزاً للنهضة عندهم ويسخرون كل شىء لاستكمال هذا السد.. فهل نأخذ ـ عندنا ـ كل ذلك وأخذ الجد.. وبنفس المستوى من الأهمية.. والقدرة على العمل والتحرك.
<< بل وأتساءل: كم وزير للرى تم تغييره فى مصر، منذ عرفنا عن أحلام إثيوبيا ـ ومن عام 1959 ـ لبناء سلسلة من السدود.. وكم منهم قدم خطة وعملاً ليس للرد على هذه السلل من المشروعات.. أم اننا كالعادة كمن دفن رأسه فى الرمال.. وكل وزير يجلس على الكرسى ـ على شط النيل فى إمبابة ـ ليمضى فترته.. ويفرض ستاراً من السرية على ذه السدود الإثيوبية.. ثم يمضى لحال سبيله.
وهل نتوقع أن يقف وزير الرى المصرى يوماً فى نافذة مكتبه على مجرى النيل فلا يجد إلا قاع النيل خالياً من المياه.. أو على الأقفل لا يجحد الا ما نحتاجه نصفه.. ولو بشق الأنفس.،. والسبب. هذا الاجتماع ر قم «16!!