هؤلاء هم أحفاد مانديلا.. يكتبون التاريخ بوقفتهم الشجاعه أمام محكمة العدل الدوليه يفضحون جرائم العدو الصهيوني.. تقدم أحفاد مانديلا لمقاضاة العدو الصهيونى أمام المحكمة ، بتهمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة وهم يعلمون أن هذا يعنى تعرضهم للنيران من كل مكان.. إسرائيل وحلفائها فى الولايات المتحده وأوروبا وغيرها.
من حق أحفاد مانديلا الذين صالوا وجالوا أمام المحكمه دفاعا عن الحق أن يلتقطوا صوره تذكاريه أمام مقر المحكمه بعد نهاية جلسات اليوم الأول.. من حقهم أن يسجلوا هذه الساعات فى سجل التاريخ.. من حقهم أن يفخروا بما فعلوا وما سيفعلون.
من حق أحفاد مانديلا أن يفخروا بما فعلوا ولما لا.. فهم الذين أجبروا مجرم الحرب نتنياهو على التراجع والتخلى عن حديث العنجهيه وأخذ يولول ويقول : “صراخ جنوب أفريقيا يصل إلى عنان السماء.. رأينا اليوم عالما مقلوبا رأسا على عقب” .. هذا حدث مع الساعات الأولى لبدء المحاكمه .. ليس هذا فحسب بل تراجع عن تصريحاته السابقه بإبادة غزه وتهجير شعبها وإعادة احتلالها وتولى مقاليد السلطة فيها فقد قال نصا :
“أريد أن أوضح بعض النقاط بشكل واضح: ليس لدى إسرائيل أي نية لاحتلال غزة بشكل دائم أو تهجير سكانها المدنيين..”
صحيح أنه يراوغ ويكذب كما يتنفس.. إلا أننا أمام لهجه جديدة لم نتعود عليها من هذا المجرم وأعضاء حكومته.. لهجه فرضها عليه أحفاد مانديلا بقوه وعزم وثبات.
من حق أحفاد مانديلا أن يفخروا لكونها المره الأولى التى تجرى فيها محاكمة الدوله اليهوديه بموجب اتفاقية الأمم المتحده للإباده الجماعيه، والتى تم وضعها بعد الحرب العالميه الثانيه فى ضوء الوقائع التى ارتكبت ضد الشعب اليهودي خلال “الهولوكست”.
من حق أحفاد مانديلا أن يفخروا بعد أن نالوا من أمريكا وكشفوا القناع عن الدبلوماسيه الأمريكيه التى كانت تحاول أن تعالج الحرب بعبارات مطاطه.. فقد أجبرت المحاكمه وزير الخارجيه الأمريكى بلينكن على التخلى عن الدبلوماسيه والحديث عن عدم وجود أساس للدعوى..انكشف بلينكن أمام العالم فلا أحد يعلم عن أي أساس يبحث.. ألا يكفيه المجاز والمذابح والإباده الجماعيه والقتل والخراب والدمار وتهجير الشعب وتحويل غزه إلى مقبره لما يقرب من 30 ألف طفل وامرأه.. عن أي أساس يبحث بلينكن.. ألا يكفيه ضرب المستشفيات ودفن المرضى أحياء ومنع الماء والغذاء ومواد الطاقه عن أكثر من 2 مليون من أبناء غزه..ألا يكفيه صور الخراب والدمار والقتل وسفك الدماء التى نراها على الهواء مباشرة وقت حدوثها..
ألم تحرك هذه الجرائم وعمليات الإباده لشعب أعزل ضمير بلينكن كإنسان.. ألا يرى بلينكن أن كل عمليات الإبادة التى دخلت يومها المائه لا تستحق أن تكون أساسا لرفع الدعوى ضد الكيان الصهيونى..
إنه يوم الفخر يا أحفاد مانديلا.. وكنا نتمني أن تكون الجامعة العربية معكم.. لكن كما قال أمينها العام بأنه غير مسموح لها بذلك.. لكن قلوبنا معكم.. نشد على أيديكم.. نفخر بكم.. سيروا قاماتكم مرفوعه.. هاماتكم عاليه.. تكتبون التاريخ.. ولما لا فأنتم خير خلف لخير سلف.