التخاذل العربي أضاع لبنان وفلسطين.. هذا الواقع لا أجد له أي تبرير في عقلي لا أستطيع أن أتخيل أن أخ يساهم في تدمير أخاه، أن أخ يسمع نداء أخيه وصراخه ولوعته لكنه ليس هنا بل هو يجلس مع أعداءه بل هو يحتفل مع أعدائه.
أعداء أخيه الذين قتلوا أبنائه وقتلوا زوجته ودمروا بيته وعذبوه وسرقوا حياته وشردوه وأعدموه وحكموا عليه بالجحيم، بدون أي ذنب وكأنه كابوس.
كان يجلس مع عائلته وفجأة بفعل القصف أصبح وحيد، يبكي فوق الانقاض والركام، واخواته العرب ليسوا هنا بل ويصافحون نتنياهو بكل ذل لقد لطخوا حتى كلمة عرب، لم أسمع عن العرب سابقا إلا أنهم أصحاب وقار وهيبة ولا ينذلون ولا يخضعون، بل كانوا أصحاب مجد.
لكن اليوم نحن في أسوء مرحلة عرفها التاريخ، أن يصافح البعض منهم بحرارة نتنياهو، قاتل الأطفال في غزة ولبنان، والذي تسبب في مجازر في فلسطين ولبنان، لتخلد هذه الصورة البشعة لتاريخ عوضا أن يتم تجاهله لكنهم غير مكترثين لإخواتهم في فلسطين ولبنان وقد مللنا من شعاراتهم الزائفة التي لا تعكس الواقع بشيء.
كل شيء أستطيع أن أتخيله إلا الحكام الذين يلبسون الحق بالباطل ويقفون مع الظالم ولا ينصرون اخواتهم المظلومين فقط من أجل المصالح.
تبا لهذه المصالح التي جعلت الحكام حكام عار على تاريخ الإنسانية جمعاء، على من ومن سوف أتحدث هذا يحتاج إلى سجل.
أتوجه بسؤالي لهؤلاء هل لديكم ضمائر مثل كل الناس، كيف تصل الأنانية بكم لهذا المقدار بينما أنتم تعيشون حياة رفاهية مع أبنائكم، اخواتكم يموتون في فلسطين بدون أي ذنب والآن في لبنان، لبنان التي قصفت، لم يفعلوا شيء لكل هذا الرعب الذي يعيشونه في هذه الثانية وفي كل يوم وفي كل ساعة.
أليس حرام ما يحدث؟
أليس بشع ما يحدث؟
ماذا ستقولون لله يوم القيامة؟
إذ كنت أنا لست ملكة ولست على كرسي حكم ولم أنصر أي ظالم ولم أفعل شيء مما تفعلونه وكل يوم أفكر في ذلك القبر وفي مقابلة الله وفي يوم القيامة وأجلد نفسي مرار المرات على أشياء بسيطة.
ماذا ستقولون أنتم يا من ألبستم الحق بالباطل ولم تغيثوا اخوانكم.
لا أصدق أن العرب يملكون كل الثروات ولم يغيثوا اخواتهم في فلسطين والآن في لبنان وهم بمفردهم، خائفون، يرتعبون كل ثانية من الأهوال التي تحدث لهم، كل يوم يفقدون أحبابهم وأنتم تنعمون بالحياة في قصوركم بينما اخواتكم يصرخون وهم لا يملكون حتى أسلحة لدفاع عن أنفسهم مما يحدث لهم.
كل شيء أستطيع أن اتخيله إلا ملوك يضعون أيديهم مع إسرائيل التي دمرت اخواتهم في فلسطين ولبنان ويفتخرون بذلك أمام العلن غير مكترثين لمشاعر العرب المسلمين وغير مكترثين حتى لشعوبهم.
إسرائيل لم تكن شيء بل بفضل مجهوداتكم العظيمة وتخاذلكم أصبحت أكبر قوة إرهابية في العالم.
لو اتحدوا العرب كانوا بإمكانهم فعل الكثير، كان بإمكانهم رفع راية فلسطين ونصرة لبنان لكنهم ليسوا هنا بل يعيشون في وهم إسرائيل، يعيشون في وهم قوم لعنهم الله في كتابه العزيز.
ما يحدث عار، هذه المواقف وهذه الصور سوف تبقى عار في تاريخكم الغير مشرف للعالم، بينما تنعمون بحياتكم إخوانكم يقصفون في لبنان وغزة.
لا أستطيع حتى أن أتخيل حجم الدمار الذي تعيشه لبنان وغزة، وحجم الأوجاع والخذلان.
يا عالم هل لهذه الدرجة أعجزتكم إسرائيل، فئة قليلة جدا قد فعلت بالدول العربية ما لم يستطيع أن يمحيه التاريخ لسنوات طويلة لكن بفعل القصف قد تدمر كل شيء في ثانية، والعالم يكتفي بالمراقبة والقول يا حرام ما يحدث في لبنان وغزة.
لبنان وغزة ليست بحاجة لمساندة افتراضية بل لمواقف حقيقية على ارض الواقع.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية