السوشيال ميديا في الشرق الأوسط «سم قاتل» دمرت شعوباً ودولاً، بسبب استخدامها الخاطئ في غير الأغراض التي وجدت من أجلها.
على الرغم من كون وسائل التواصل الاجتماعي أداة قوية للتواصل وتبادل المعرفة، إلا أنها أصبحت في المنطقة العربية سلاحًا ذا حدين، حيث يمكن أن تؤدي إلى تمزيق نسيج المجتمع بدلاً من تقويته، وذلك بسبب الاستخدام الخاطئ لهذه المنصات.
تُستخدم منصات السوشيال ميديا بشكل متزايد لنشر الأفكار المتطرفة وتعزيز الانقسامات الطائفية والعرقية والسياسية.
يتيح الخوارزميات المتبعة ظهور المحتوى الذي يؤكد تحيزات المستخدمين، مما يؤدي إلى خلق بيئات مغلقة تعزز الكراهية والانقسام داخل المجتمعات.
في غياب الرقابة الفعالة وضعف الوعي الإعلامي، أصبحت وسائل التواصل بيئة خصبة لنشر الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة.
مثل هذه المعلومات يمكن أن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار الاجتماعي والسياسي، وتؤثر سلبًا على العلاقات بين الدول والمجتمعات.
يعتمد معظم محتوى السوشيال ميديا على الاختصار والجاذبية البصرية بدلاً من العمق الفكري، مما يؤدي إلى إدمان المستخدمين على استهلاك المعلومات السطحية، هذا السلوك يضعف القدرة على الحوار البنّاء ويؤدي إلى تفاقم الجهل بالقضايا الحقيقية.
تعتمد بعض الجهات الأجنبية على وسائل التواصل لتوجيه الرأي العام العربي، والتلاعب بالمشاعر والمواقف السياسية.
تم الكشف عن شبكات تستخدم الحسابات الوهمية لنشر أجندات معينة، مما يهدد سيادة الدول العربية واستقلالها.
بعض المحتويات المنتشرة على وسائل التواصل تهدد الهوية الثقافية والقيم الاجتماعية للأمة العربية. يتم الترويج لأفكار وسلوكيات لا تتماشى مع تقاليد المجتمعات العربية، مما يؤدي إلى تفكك القيم الأسرية والاجتماعية.
فيروس السوشيال ميديا، خطر داهم وكارثة محققة تتوسع بؤرتها كل يوم عن سابقه الأمر الذي يدعونا إلى العديد من الإجراءات الاحترازية حماية للجبهة الداخلية والنسيج الوطني وحرصا على سلامة الوطن في المقام الأول.
* تعزيز الوعي الإعلامي: يجب أن تتبنى الحكومات والمؤسسات التعليمية برامج لتعليم المواطنين كيفية التحقق من المعلومات والتفاعل الإيجابي مع المحتوى.
* تشريعات رقابية فعّالة: يجب وضع قوانين تمنع استغلال السوشيال ميديا لنشر الكراهية والشائعات، مع الحفاظ على حرية التعبير.
* استخدام السوشيال ميديا للتثقيف والبناء: يجب أن تُستخدم المنصات الرقمية لتعزيز الحوار الفكري وتعريف الشباب بتاريخهم وهويتهم.
* تعزيز الحوار المجتمعي: تشجيع النقاشات المفتوحة حول القضايا المهمة بأسلوب حضاري لتعزيز الوحدة الوطنية.
باختصار.. السوشيال ميديا ليست المشكلة بحد ذاتها، بل الكارثة الحقيقية تكمن في كيفية استخدامها والتفاعل معها والانسياق خلفها على طريقة مسلوبي الإرادة وتصديق كل ما يشاع عبرها دون تحكيم العقل والمنطق ومصلحة الوطن.
إذا تمت إدارتها بحكمة، يمكن أن تكون أداة للتقدم والتنمية والاستفادة من الجوانب المضيئة فيها.. أما إذا استمر الاستخدام الخاطئ، دون الانسياق للغوص في البؤر المظلمة وتنفيذ أجندات أعداء الله والوطن، فإنها ستبقى مصدرًا للانقسام والتفكك في العالم العربي.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية