يظن البعض أن الزواج من الفنانين مكسب كبير، لكنه قد يكون خسارة في بعض الأحيان، وليس بسبب الفنانين أنفسهم، بل نتيجة طبيعة عملهم وشهرتهم.
من هنا تبدأ قصة بسمة بوسيل مع تامر حسني. منذ زواجها منه، واجهت موجات من التنمر، ولم تتوقف هذه الملاحقات حتى بعد طلاقهما. تعليقات جارحة رافقتها، مثل: «احمدي ربنا إنك تزوجتِ تامر حسني»، وكأنها رمزية للتقليل من شخصها ومكانتها.
تامر حسني بالنسبة لي شخصية موضع احترام كبير، أراه نجماً عربياً استثنائياً استطاع أن يترك بصمة واضحة في حياته المهنية بفضل اجتهاده واعتماده الكامل على نفسه. بالإضافة إلى ذلك، يتميز بشخصيته اللطيفة واللبقة.
ورغم أنني لا أنحاز لبسمة بالكامل وأعتبرها متهورة في بعض تصرفاتها، إلا أن كلماتها الأخيرة أثارت تعاطفي وشعرت بألمها الحقيقي. هي ببساطة امرأة مجروحة، ليست كما يعتقد البعض أنها تحاول لفت الانتباه. حبها الكبير لتامر دفعها إلى خوض معارك يومية في سبيل استقرار بيتها وأسرتها.
بسمة لم تختر الطريق الفني رغم نجاحها الواضح في بداياتها وامتلاكها صوتاً جميلاً وشهرة واعدة، لكنها آثرت التخلي عن طموحاتها وأحلامها لتتبع قلبها. عندما قالت إنها «خسرت نفسها لأنها أحبت كثيراً»، لم تخطئ، لأن هذا ما حدث فعلاً.
هي لم تكن تسعى وراء الأضواء أو الشهرة بل قدمت كل شيء من أجل زواجها. ومع ذلك، طبيعة حياة الفنانين وشهرتهم كانت أقوى من محاولاتها.
لا ألوم تامر حسني في هذا السياق، فهذه هي طبيعة حياة الفنانين في الغالب، لكنها مرهقة للأعصاب لمن يشاركهم حياتهم. زوجة الفنان لن تكون دائماً الملكة الأولى في حياته، فهناك دائماً جمهور ومعجبات لا يعترفن بوجود الزوجة ولا يحترمن مساحتها. شعورها اليومي بالصراعات والمنافسات أفقدها سعادتها الحقيقية وأثقل كاهلها إلى أن نفد صبرها.
الجملة التي تتكرر كثيراً، «نيالها اتزوجت تامر حسني»، ليست دقيقة على الإطلاق. ربما لو كان زوجها شخصية غير مشهورة، لعاشت حياة أكثر استقراراً وسعادة. بسمة لم تكذب حين اعترفت بمعاناتها الطويلة مع الاكتئاب، وهو أمر يجعلنا نعيد النظر في الصورة المثالية المرسومة لحياة المشاهير.
الأهم من الشهرة والأضواء هو إيجاد الشريك الذي يكون سنداً حقيقياً، مصدر سعادة وقوة، ولو كان إنساناً بسيطاً لا يملك شيئاً سوى قلبه ومواقفه النبيلة.
فارس الأحلام ليس بالضرورة شخصية براقة أو فناناً معروفاً، بل يمكن أن يكون شخصاً يمنحك الأمان الحقيقي بعيداً عن صخب الشهرة وضغوط الحياة العامة.