خلاص المصالح ليست له أي فائدة حقيقية، فهو شخص لا يرى إلا مصلحته الذاتية في كل شيء. إذا أدرك أنك لن تتمكن من دعمه أو تلبية أهدافه، فإنه يبتعد عنك على الفور وقد يصفك بالغباء، في حين أن الغباء الحقيقي يكمن فيه لو أدرك ذلك.
لكنه لا يعلم أن الناس كلها ترى ما يخفيه داخله وتتأكد من أنه مجرد شخص يدَّعي الإصلاح. إنه يفتقر إلى الوعي بأن الإنسان الصالح هو من يبدأ بمحاسبة نفسه قبل أن يحاسب الآخرين، ويعمل على تهذيب تصرفاته وسلوكه وأقواله باستمرار. الشخص الصالح لا يكذب ولا يدعي العلم في أمور يجهلها.
أما «خَلاص المصالح»، فهو نموذج يسعى لتحقيق مكاسب شخصية، مهما كان الثمن، حتى على حساب حقوق الآخرين. مثال على ذلك هو أولئك الذين يعتبرون عضوية أي مؤسسة أو منظمة – سواء كانت برلمانًا، جمعية ثقافية، أو مجلس نقابة – بمثابة الإنجاز الأكبر.
ومن أجل تحقيق ذلك، يطلقون كل وسائلهم المتاحة، سواء أخلاقية أو مادية، ليروجوا لأنفسهم ويحسنوا صورتهم العامة. قد يلجأ أحدهم حتى إلى إضافة لقب أكاديمي مثل «دكتور» أمام اسمه، أو البحث عن فرصة ظهور إعلامي في صحيفة أو برنامج تلفزيوني فقط ليشعر بأنه أصبح «زعيمًا».
بعد حصولهم على مبتغاهم، يعيشون في صراع مستمر للدفاع عن ما حققوه، ويدخلون في معارك صغيرة للحفاظ على ألقابهم ومناصبهم. هذا النوع هو من يتصدر المشهد في القضايا الهامة التي تخص العامة، سواء في السياسة أو الاقتصاد أو المجتمع.
لكن كلامهم غالبًا ما يخلو من أي مضمون مفيد، فهم أشخاص يعيشون في انبطاح دائم فقط خوفًا من أن يفقدوا لقبًا ما اكتسبوه. لأنهم يدركون جيدًا أنهم بدون هذه الألقاب لن يكونوا شيئًا يُذكر.
لم نقصد أحدا!!