أثبتت الأيام أن موقف مصر ورؤيتها تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي هما الحل الأمثل لإعادة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط.
منذ اندلاع الأزمة الأخيرة، دعت القاهرة إلى وقف إطلاق النار، وحذّرت من تداعيات التصعيد المستمر، مؤكدة أن الحل السياسي القائم على الحقوق المشروعة هو السبيل الوحيد لإنهاء دوامة العنف.
قدّمت مصر خطة متكاملة لإعادة الإعمار ووقف التهجير القسري، وهي رؤية تعتمد على ثلاث ركائز أساسية:
1- وقف فوري لإطلاق النار، لضمان حماية المدنيين وتهيئة الأجواء للحل السياسي.
2- إعادة الإعمار في قطاع غزة والمناطق المتضررة، بمشاركة دولية وإشراف مصري لضمان تنفيذ المشاريع بسرعة وكفاءة.
3- إطلاق عملية سياسية جادة تستند إلى حل الدولتين، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
هذه الرؤية لم تأتِ من فراغ، بل انطلقت من إدراك عميق لطبيعة الصراع وتعقيداته، وهي امتداد لدور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب والمسلمين المركزية.
حظيت الخطة المصرية بتأييد واسع من الدول العربية والإسلامية، التي ترى في القاهرة الضامن الحقيقي للاستقرار الإقليمي.
كما لقيت قبولًا لدى القوى الدولية التي تدرك أن مصر تمتلك القدرة على التفاوض والتواصل مع جميع الأطراف، مما يجعلها الوسيط الأكثر فاعلية في تحقيق تهدئة طويلة الأمد.
تبقى مصر، الضاربة بجذورها في عمق التاريخ، تحمل على عاتقها هموم الأمتين العربية والإسلامية، وميزان السلام والعدل في المنطقة.
منذ عقود، لعبت مصر دورًا محوريًا في الحفاظ على التوازن في الشرق الأوسط، وكانت دائمًا صوت العقل والسلام. ومع اشتداد الأزمات، يبقى الموقف المصري ثابتًا لا أمن ولا استقرار إلا عبر الحل السياسي العادل.
باختصار.. أثبتت الأحداث أن أي محاولات لتجاوز الدور المصري أو الالتفاف على رؤيته لم تؤدِ إلا إلى مزيد من التصعيد والانفجار. ولهذا، لا بديل عن تبني المبادرة المصرية كأساس لأي تسوية مستدامة، لأن مصر كانت وستظل رمانة الميزان في المنطقة، وصوت السلام الذي يعبر عن ضمير العالم العربي والإسلامي.