لفت نظرى المقال المهم الذى كتبه أستاذنا الكبير مكرم محمد أحمد فى «الأهرام» أمس الأول (7 مايو) تحت عنوان :«السلفيون وفانوس رمضان»، والذى تعرض فيه لموقف السلفيين من مظاهر الاحتفال والبهجة التى تصحب قدوم شهر رمضان، وفى مقدمتها تعليق الزينات، وشراء الفوانيس…إلخ، وقد أردت أن أتعرف مباشرة على ذلك الموقف للسلفيين كما تسجله عشرات المواقع السلفية، فرجعت إلى التصريحات المنسوبة للداعية السلفى الشيخ سامح عبد الحميد، فوجدت أنه أفتى بالفعل بحرمة فوانيس رمضان… لماذا ؟ لأنها «تعمل بالموسيقى»! التى هى حرام بإجماع الأمة» أى أنه إذا كانت الفوانيس صامتة بلا غناء، فهى حلال! المشكلة هى إذن فى «الموسيقى»! وبهذا المفهوم فإن كل الأغانى والألحان التى اعتدنا عليها منذ سنوات، تستقبل رمضان وترحب به….حرام! بدءا من أغانى الأطفال المرحبة برمضان، وحتى الأغانى والألحان الشائعة بتلك المناسبة.
والسؤال المنطقى هنا لماذا الآن نسمع هذه الآراء والفتاوى المتشددة بل والشاذة؟. الحقيقة أن هذه الفتاوى والآراء ليست جديدة على الإطلاق، بل هى لصيقة بجوهر المذهب السلفى وجماعاته القديمة المنتشرة فى أنحاء مصر، ويتكرر الحديث عنها فى كل رمضان، ولكنى أعتقد أن الجديد كان هو تحول السلفيين ليكونوا حزبا سياسيا، فتلك الخطوة أسهمت بلا شك فى أن تخرج إلى النور وعلى الملأ أفكارهم وآراؤهم .
ولا أعتقد أن الأمر سيتوقف عند فانوس وأغانى رمضان، ولكننا سوف نكتشف الكثير والكثير من الأفكار والممارسات السلفية التى ظلت لسنوات وعقود طويلة حبيسة إطارها الاجتماعي.
هنا يطرح تساؤل مهم: هل كان التحول إلى حزب سياسى يوما ما نعمة أم نقمة على السلفيين؟ سؤال سوف تجيب عنه الأيام!.