جبران خليل جبران، الشاعر المهجري البارز، كان من أبرز رموز الأدب المهجري الذين أسهموا في إثراء الأدب العربي من خارج حدوده التقليدية.
هاجر جبران إلى الولايات المتحدة في أوائل القرن الماضي، وترك أثرًا بارزًا بأعماله الأدبية والفكرية. من أشهر كتبه «النبي»، الذي يُعد واحدًا من أكثر الكتب مبيعًا بعد أعمال شكسبير.
ومن أعماله البارزة أيضًا قصيدة عن مصر تتألف من اثني عشر بيتًا، تشعر بأنها كُتبت لتواكب أحداث اليوم. يقول فيها بأسلوبه الرشيق والمعبّر:
«يا رجاء الوطن وضياء الأعين
إن يك البدر استوى فوق عرش فكن
مصر جاءت وبها بالولاء البين
إنها نهواه في سرها والعلن
غفر الله به سيئات الزمن
ونفى عنها به طارئات المحن»
هذه الكلمات تعبر عن موقف مصر الحاضر برؤية ثاقبة، وكأنها تلخص دورها الراهن في مواجهة الصعاب. لقد قال جبران أيضًا: «الحق يحتاج إلى رجلين.. رجل ينطق به ورجل يفهمه». هذه المقولة تحمل دلالة عميقة، وتلمح إلى ما يبدو أنه صعوبة استيعاب البعض للحقائق، فالعديد قد تعلم كيف يعارض دون أن يفهم.
في الوقت الراهن، يبدو أن مصر قد اتخذت موقفًا حاسمًا بشأن مسألة تهجير أهل غزة ومواجهة الضغوط العالمية المرتبطة بمصالح «التاجر» الذي يتحكم بمسارات القرار العالمي.
يجب علينا أن نتحلى بالفهم العميق لهذا الموقف، دون الانغماس في النقاشات التي قد تضعف وحدة الصف المصري. فالخلافات يمكن تأجيلها حين تتطلب المرحلة الثبات على الموقف، أو عند مراجعة البدائل المطروحة.
ومع ذلك، تساؤلات عدة تنشأ حول احتمالية وجود مصالح لدى بعض أبناء الوطن الذين يتطلعون لتحقيق مكاسب شخصية، سواء من خلال مشاريع إعادة إعمار غزة لصالح أهلها، أو لتنفيذ مخططات خارجية مثل خطة ترامب. علينا أن نعي جيدًا أهمية تجاوز الطموحات الفردية لضمان المصالح الوطنية الكبرى.