وتمر الأيام والشهور.. عام كامل على فراق شقيقة الروح، ومازلت غير مصدق.. حلم طويل ممتد وأيام كئيبة، وعام كبيس بكل ما يحمل من ثقل كامن فوق الصدور لا يعلم مداه إلا الله.
ولأن الموت حق وسنة من سنن الحياة، فإننا لا نملك إلا أن نمتثل لأوامر الله «وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ» [البقرة: 155-157].
ما أقسى الذكريات حين يستدعيها العقل لتمتد إلى أيام الطفولة الأولى والشباب، فيض من القصص والحكايات والمشاعر المتضاربة.. بسمات لمواقف لا تنسى، ودموع لأيام صعبة، وحزن لفراق أحبة، وهلع من مستقبل لا يعلمه إلا الله.
كانت شقيقتي رحمها الله- وكذا كل أشقائي رحم الله من فارق وبارك في أعمار الأحياء- على درجة قريبة من نفسي وروحي تشعر بي دون أن أتحدث وتهاتفني في لهفة «مالك» وكانت العناية الإلهية ترسلها لي دائما لتعيد الطمأنينة إلى نفسي وتشع الأمل بداخلي.
365 يومًا بالتمام والكمال على غيابها ويعلم الله أنها لم تفارقني وأني مازلت أشعر بأنفاسها وضحكتها ومازالت رنات صوتها في أذني.
الحمد لله الذي أعانني على أن يكون كل من فقدت من أهلي وأحبائي وأصدقائي ضمن دعواتي اليومية في صلاتي وصمتي.
رحم الله شقيقتي الغالية التي رحلت إلى ربها في مثل هذه الأيام المباركة مع ذكري مولد سيد الخلق جميعا سيدنا محمد «ﷺ»، وإن كانت هذه ليست المرة الأولى التي يرحل فيها أحد أفراد عائلتي في هذا التوقيت، فقبل أيام قليلة رحلت ابنة عمي رحمها الله وجعل مثواها الجنة.
ومنذ سنوات متفاوتة كان لأبي وأخي رحمهما الله موعدًا مع المولى عز وجل في مثل هذه الأيام.. وبات للموت في ديارنا لقاءًا أترقبه كل عام في شهر ربيع الأول «وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ» لقمان: 34
رحم الله شقيقتي وجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وألحقها بالأنبياء والصديقين والشهداء وغفر لموتانا وموتى المسلمين أجمعين، وجعل خير أيامنا آخرها، وخير أعمالنا يوم نلقاه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.. نسألكم الدعاء.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية